الأسواق تتحدث .. من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

كتب/شحاته زكريا

بينما نقترب من موعد الانتخابات الأمريكية تصدح الأسواق المالية برسائلها الحذرة فالبورصة وسوق العملات وأسعار الفائدة وحتى العملات الرقمية تتحرك بلغة واضحة تترجم توقعاتها حول الفائز المقبل .. هذه اللغة لا تحتاج إلى مترجمين بل إلى عينين مفتوحتين على مؤشرات الأسواق فالاقتصاد لا يخدع ولا يهادن ، وحركته أشبه برقص محسوب يبوح بأسرار الساسة.

بدأ الدولار الأمريكي يكتسب زخما ..  ما يعكس توقعات السوق حول مرشح ينتهج سياسات تعزز من قيمة العملة حتى لو كان هذا على حساب الاستقرار العالمي .. هناك من يرى أن هذا السيناريو يميل لصالح دونالد ترامب فهو لم يتردد في وعوده بخفض الضرائب وفرض رسوم حمائية مما يجعل الأسواق تتنبأ بعجز أكبر في الموازنة وزيادة الطلب على الدولار. وكأن الدولار يرفع لافتة ترحيب ضمنية بعودة سياسات “أمريكا أولا” التي لا تخدم إلا جيوب المضاربين حتى وإن كانت بعيدة عن منهجية الاقتصاد القويم.

أما سوق الدين فتشير ارتفاعات الفائدة الأخيرة إلى استعداد المستثمرين لاحتمال عودة النهج الترامبي في إدارة المال العام حيث يتوقع أن ينفق بلا تردد على وعوده الانتخابية غير مكترث بمسألة التمويل. وإذا كانت أيدي البنوك المركزية تحاول جاهدة كبح التضخم فإن قدوم ترامب قد يدفع بهذه الجهود نحو أفق مجهول.

وفي ظل هذا المشهد ، تشهد العملات المشفرة حركة صاعدة فالوعود بدعم هذه العملات يبدو أنها حازت ثقة المستثمرين ويقال إن خلف الكواليس يوجد دعم مباشر من قبل عائلة ترامب لمشاريع رقمية مما يغذي احتمالية عودته للرئاسة بشكل غير تقليدي.

ورغم هذا الزخم إلا أن سوق الأسهم الأمريكية تحديدا مؤشر داو جونز يكسر التوقعات ، إذ يسجل المؤشر ارتفاعا متواصلا في مؤشر يعكس الثقة بالاستقرار المؤسساتي وليس الشخصيات. ولكن هل تنظر الأسواق إلى كامالا هاريس كخيار استقرار؟ أم أن الأسواق تختار رمز التوازن، بغض النظر عن صاحب المنصب؟