حكايات مغربية...الحكاية الخامسة عشر
أسود الأطلس...تاريخ دولة
بقلم / هندالصنعانى
الأسد رمز مقدس في المملكة المغربية، فهو شعار الدولة الذي تم اعتماده في 14 غشت 1957.
عندما يتم التدقيق في شعار المملكة المغربية المكون من شعار ذهبي يتكون من أرضية حمراء ونجمة خاتم سليمان الخماسية ذات اللون الأخضر، أعلاها حقل يمثل نصف شمس ساطعة مكونة من 15 شعاعا ذهبيا وأسدين أطلسيين يحرسان الوطن والعرش، وتاج يضم ألوان العلم المغربي يرمز إلى الملكية ولافتة مكتوب عليها "إن تنصروا الله ينصركم" وهي الآية 7 من سورة محمد، وقد صمم هذاك الشعار في عهد السلطان يوسف.
وأسد الأطلس المغربي هو من سلالات الأسود المنقرضة منذ بدايات القرن العشرين، وقد أطلق عليه هذا الإسم لأنه كان يستوطن جبال الأطلس، بخلاف الأسود الذي تفضل العيش في السهوب، ويتميز بفروته الداكنة الممتدة وراء الكتفين وحتى البطن، كما يتميز بعضلاته القوية وخفته بسبب التسلق والصيد.
لكن وبالرغم من انقراضه إلا أنه فاجىء الطبيعة، حيث أعلنت مؤخرا حديقة الحيوانات المتواجدة بالعاصمة المغربية الرباط عن ولادة خمس أسود من نفس السلالة وتم اختيار أسماء أشبال الأطلس الخمسة "زُفَر"، "إِثْري" كإسمين للذكرين، و"تثريت" و "تولين" و"آنيا" كأسماء للإناث.
أما أسد مدينة افران الذي يعد رمزا من رموز هذه المدينة، حيث يلجأ إليه السياح لالتقاط صور تذكارية، هو تمثال تم نحته حسب الروايات من طرف فرنسي يدعى جون اونري مورو بمساعدة سجينين في مدة لم تتعد الشهرين، فقد انطلقت عملية النحت فيه شهر مارس 1930 لتنتهي في آخر أبريل من نفس السنة على صخرة تبلغ سبعة أمتار طولا ومترا ونصف عرضا ومترين من العلو.
ولأن من المعروف أن الأسود البربرية تمتاز بالشراسة والقوة الجسمانية، فقد اتخذهم المنتخب الوطني شعارا له بالإضافة إلى كلمة "أطلس" المقتبسة من جبال الأطلس التي تعد من أعلى السلاسل الجبلية في العالم، وتبلغ أعلى قمة فيها نحو 4 آلاف و167 مترا، كما أنها تتميز بكونها طرق وعرة يصعب تسلقها، حالها كحال المنتخب المغربي الذي أبان عن قوته وشراسته في كأس العالم بقطر.
اترك تعليقك