حكايات مغربية....الحكاية الرابعة
زليخة الناصيري...عين الملك على الفقراء.
بقلم /هندالصنعانى
هي حكاية مغربية نحتت في الصخر لتصنع عنوانا خالدا، زليخة الناصيري صاحبة مسار استثنائي، وهبت حياتها لخدمة القضايا الوطنية والإجتماعية، استطاعت الوصول إلى الطبقات المهمشة وإلى الفئات الإجتماعية التي تعاني الهشاشة والإعاقة وقلة الحاجة.
ولدت زليخة سنة 1945بمدينة وجدة شرق المغرب، حصلت على ليسانس الحقوق، لكن طموحها الجامح في التحصيل الأكاديمي دفعها للحصول على دكتوراة في القانون الخاص من جامعة "جان مولان" بمدينة ليون الفرنسية.
كفاءتها العالية مكنتها من رئاسة قسم التأمينات بوزارة المالية، لكن سرعان ما داع صيتها كامرأة بارزة في مجال المال والأعمال لتعين سنة 1997 من طرف الملك الحسن الثاني بمنصب "كاتبة الدولة" بوزارة الشؤون الإجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني.
لكن ولفطنتها وإخلاصها، استطاعت زليخة وفي مدة ليست بالطويلة أن تلفت الأنظار، فكلفها الملك الحسن الثاني بمهمة داخل الديون الملكي.
بعد وفاة الملك الحسن الثاني، وبعدما تقلد الملك محمد السادس زمام البلاد، عينت زليخة كأول مستشارة امرأة له في المغرب، ومنذ ذلك الوقت نادرا ما ظهر الملك محمد السادس في شأن اجتماعي بدون زليخة، فكانت عينه التي لا تنام على الفقراء، ومن هنا لقبت ب"مستشارة الفقراء".
عملت زليخة الناصيري قبل ذلك كعضوة في جمعية محمد الخامس للتضامن، مما مكنها من النضال في إطار رسمي بعد أن كان جمعويا، يبتغي رفض أي استغلال للدين كمشترك بين الغالبية من المغاربة لأغراض سياسية أو فئوية.
كما برزت زليخة على نحو ملفت للانتباه في إعداد مدونة الأسرة، بحيث أنها شجعت على إقرار مطالب النساء، بتعديل قوانين الزواج والطلاق والحضانة والولاية، ودافعت عن ذلك باستماتة في النقاشات التي أسلفت المصادقة على قانون الأسرة.
كانت لزليخة الناصيري شخصية صارمة وحازمة فيما يتعلق بالعمل رغم طيبتها المشهود لها بها، فالمغاربة لن ينسوا موقفها العظيم عندما قضت أسبوعا كاملا تباشر فيه أحوال المتضررين من الزلزال الذي ضرب مدينة الحسيمة.
وإلى جانب الملف الإجتماعي، كلفت زليخة خلال مشوارها المهني بملفات اقتصادية وسياسية لتظهر بجانب الملك محمد السادس في كثير من المشاريع الهامة كظهورها يوم تدشين أشغال القطار الفائق السرعة بطنجة.
باحترام وخدمة متفانية، استطاعت زليخة الناصيري النموذج المبهر للمرأة المغربية أن تصنع سيرة مهنية فاخرة ومقاما وازنا بين مستشاري الملك الرجال إلى أن لبت نداء خالقها سنة 2015 عن عمر ناهز 70سنة بعد سنوات مليئة بالعطاء.
اترك تعليقك