فى رحاب الصداقة والحب

فى رحاب الصداقه والحب
خربشات هاله المغاورى فيينا 
وقفت تنقل أغراضها من حقيبة يدها إلى حقيبة أخرى لتستعد للخروج. فجأة، بصابعيها التقطت بطاقةً من مجموعة الأوراق في حقيبتها، تتذكر من أهداها إياها. إنه رجل الأعمال الذي التقت به في إحدى الحفلات. وبسبب زحام الحفل، لم يتسن له التحدث معها، فأعطاها بطاقته طالبًا منها الاتصال به لأمر هام .تذكرت  أنه كان يراقبها بنظراته خلال الحفل، وهذا أثار فضولها. حفظت رقم هاتفه حتى تجد وقتًا مناسبًا للاتصال به. خرجت وفكرها يتسابق حيال طبيعة المهمة التي سيطلبها منها. لم تنتظر طويلاً وأرسلت له رسالة تحمل اسمها. استقبلها بروح إيجابية وقلب مفتوح، كما لو أنه وجد ضالته التي بحث عنها. طلب منها اللقاء للتحدث بهدوء، ورغم رفضها الدبلوماسي، طلب منها تبادل الرسائل لحين إيجاد وقت مناسب. وجدت نفسها تتأثر بكلماته، فلم تستطع منع نفسها من قبول طلبه. بدأوا رحلة تبادل الرسائل والحديث عبر الزمن والمسافات، ونضجت أواصر الصداقة ببطء وثبات بينهما . في يوم من الأيام، قرروا تحقيق أمنية اللقاء الحقيقي، فكان اللقاء كما هو متوقع مليءً بالفرح والسعادة ، تحدثوا بلا كلل وشعروا بعمق بقيمة الصداقه التى تجمعهم .  ومع نهاية اللقاء، أبدى لها إعجابه قائلاً : "أنت أجمل ما حدث في حياتي". هنا نظرت اليه بوجهها المحمر خجلاً وسألته باستغراب " ماذا يقصد بهذه الجمله " ، وأجابها بأنه  منذ ان رأها فى الحفل وهو مشذوبٌ اليها ، كثير التفكير بتفصيلها ،مهتم بكل جزء فى حياتها . أثار كلامه مشاعرها وسرحت قليلاً والسعاده تغمر كل احساسها ، حتى  استيقظت على جرس هاتفها. كانت مكالمة أحد أولادها، فانتهت مكالمته التى كانت بمثابة  الدواء لانعاش ذاكرتها التى ضعفت للحظات حين استمعت لحديث صديقها . وبدون ان تفكير ردت عليه انها لا تستطيع ان تقسم مشاعرها الى نصفين ، ولم تعطى نفسها فرصه ان تفكر فيما كان قرارها هذا منصفاً لها كإمرأه ام لا . وما كان من صديقها سوى  إحترم قرارها الذى وقع على قلبه كالصخر المشتغل ليحرق امانيه التى حلم بها . وهكذا ازدهرت قصة الصداقة إلى قصة حب وفهم، حيث باتوا يشاركون لحظاتهم السعيدة والصعبة كأصدقاء مخلصين، يجسدون جمال الروح وقوة الروابط الانسانيه .