التفكير السلبى وتأثيره على حياتنا

التفكير السلبي ..وتأثيره على حياتنا 

كتبت/جهاد على 
يلعب التفكير دوراً أساسياً في حياتنا وتتأثر به تأثر وطيدا ،فهو عملية وظيفية هامة يقوم بها العقل البشري ونتفاعل معها لاتخاذ القرارات وإبداء الآراء ،حيث أنه تُرسل يومياً آلاف الأفكار في الدماغ تنتج عنها بعض الأفعال والتصرفات والسلوكيات لأن حياتنا هي عبارة عن انعكاس لأفكارنا 
ولكن متى تتحول تلك الأفكار إلى أفكار سلبية تؤثر على حياتنا ؟ وما النتائج المترتبة على استجابة الأفراد لها ؟ 
جميعنا نفكر ونتأثر بما نفكر به سواء بالإيجابية أو السلبية ،ولكن مع كثرة الفكر والانشغال الدائم به هنا تكمن العقبة فالإفراط في التفكير في الماضي والحاضر والمستقبل تستهلك من الفرد كمية هائلة من طاقته ،وصحته النفسية والجسدية 
فأنت تكلف عقلك في استرجاع جميع الأشياء التي حدثت في الماضي من تجارب وصعوبات وأحداث ربما تكون سببا في جعلك تفكر بطريقة سلبية، لكنك مازلت تتوقف عندها وتحزن لأجلها وربما توقع باللوم على نفسك ، فهذا لن يفيدك أبدا ،كذلك التفكير في المستقبل الذي يولد تخيلات وسيناريوهات ربما تعوقك فيما بعد فينتج عن كثرة التفكير تلك الأفكار السلبية التي تجعلك تتوقع النتائج السلبية لكل شيء تفكر به أو تقدِم على فعله فتشعر دائما بالإحباط واليأس 
 يرى علماء النفس "أن التفكير الزائد في الماضي والمستقبل يدمر بعض الخلايا في جهات الدماغ المسؤولة عن معالجة الذكريات والشعور بالسعادة وهذا الأمر من الممكن أن يجعل المرء يعيش في التعاسة دوماً "فالتفكير الزائد اكبر خطأ يهلك نفس الإنسان"
فتظّل في دائرة مظلمة تأخذك إلى الهاوية ويصبح تفكيرك ما هو إلا سلسلة متصلة من التفكير السلبي مما ينعكس على حالتك النفسية ومشاعرك فالتفكير مثير دائم للشعور فإذا كانت افكارك سلبية ستبث في نفسك مشاعر سلبية من حزن وإحباط ويأس وضعف وتوتر وقلق مستمر  مما تجعلك مهتزا  نفسياً ..
*التفكير السلبي وتضييق الرؤية التي تنحصر على الجانب السيء في الأمور أو المشكلات أو الصعاب أو الحياة عموماً 
فتجعلك تقوم دائما بتسليط الضوء على الجانب السلبي فقط وتُضخِمهُ وتطيح بالجانب الإيجابي أرضاً ..
فأفكارك تنعكس على أفعالك وتصرفاتك فما تفكر به هو ما ستجنيه في أفعالك ..
فإذا فكر شخص ما أنه لن ينجح في أمر ما والذي حتماً يولد في نفسه الخوف والإحباط مما يجعله يتراجع عن القيام به لانه توقع النتائج السلبية قبل القيام بالفعل أساساً ... 
ويسير نهجه في الحياة مترتباّ على تفكيره السلبي مما يجعله يضيع الكثير من الفرص التي تأخذ حياتهم إلى التقدم
حيث يجعل التفكير السلبي أصحابه قانطين غير راضين عن أنفسهم وعن ما مروا به ويجعلهم ذو نظرة سوداوية لكل شيء يحدث 
يؤثر التفكير السلبي والمفرط على حياتنا 
فكثرة التفكير يجعلنا نحلل كل شيء ونفكر دائما في كل شيء يحدث وما حدث وما كان علينا القيام به حينئذ بل الأهتمام بالكلام ومقاصده وأسبابه والقيام بخلق سيناريوهات غير موجودة بالأساس .. 
فيصبح المرء ضحية لتلك الأفكار السلبية وتنتج عنها الكثير من العوارض المؤثرة عليه منها :
_الإصابة بالاكتئاب والتوتر طوال الوقت 
_التأثير على صحته النفسية لما يسببه من الحزن والتيه 
_وعلى صحته الجسدية لما تستهلك تلك الأفكار من طاقة القلب والعقل فهما أساس جسم الإنسان وبهما ستتأثر جميع أجزاء الجسم ..
_عدم القدرة على القيام بأي شيء 
وخمول الحياة اليومية وفقدان الشغف 
_تجعل الفرد منطوياّ منعزلًا عن العالم الخارجي ولا يشارك في أي نشاطات اجتماعية 
_ أحساسه الدائم بالعجز واليأس وعدم قدرته على مواجهة أي شيء 
*وتختلف الأفكار السلبية من شخص لآخر على حسب استجابته لتلك الأفكار ..
إذاّ ماذا علينا القيام به عند هيمنة تلك الأفكار على عقولنا ..
يجب تجنب تلك الأفكار وعدم الاستجابة لها لأنها دوامة ستأخذ إلى الهاوية 
*تحفيز نفسك دائماً وتعزيز ثقتك بنفسك *عدم قضاء وقت كبير مع نفسك ولا تترك نفسك للفراغ لأنه سيزيد من تفكيرك 
*الانشغال بالرياضة والنشاطات التي تحسن من مزاجيتك
*الابتعاد عن الأشخاص السلبيين الذين يبثون فيك طاقة سلبية طيلة الوقت 
*القيام بالتمارين المساعدة على الاسترخاء والتأمل 
*تحويل التكفير السلبي إلى إيجابي فعندما تغزو عليك الأفكار السلبية عليك تجاهلها وتحويلها إلى أفكار إيجابية  
لا تستسلم أبدا لأفكارك السلبية لأنها ستجعل حياتك أسوأ ،ستأخذك إلى طريق مظلم لن تستطيع رؤية مخرجا مضيئا فيه   
عليك أن تفكر أن لا شيء دائم وأنك تقدر دائماً وأن ما اخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك ..
لا تترك نفسك أبدا للأفكار التي تحولك إلى شخص متشائم محبط غير متمتع بالحياة عليك تكذيبها  والتعامل معها بتجاهل حتى لا توقع بك في بؤرة مظلمة ...