التنمر وتأثيره على الأفراد

التنمر ..وتأثيره على الافراد 

كتبت /جهاد على 
التنمر ظاهرة من الظواهر اللإنسانية والسلوكيات العدوانية البحتة التنمر آفة منتشرة بين الصغار والكبار في المدارس والجامعات وأسواق العمل المختلفة وفي الطرقات وبين العائلات ...
هذا السلوك الذي لا يمس للإنسانية بصلة يخرج من وصفه البشري قيل إنه سميّ بالتنمر نسبة إلى النمر في صفاته والتشبه به هكذا يصبح المتنمر في تلك الصورة القاسية وعلى ما يوقعه في النفس البشرية الأخرى من متاعب 
فالتنمر أسلوب عدواني قهري يقوم على السخرية بالآخرين والتقليل  والاستهزاء بهم وله أشكال عديدة منه :
* التنمر اللفظي من شتائم واستهزاء 
*التنمر الجسدي بالاعتداء 
*وهناك نوعاً آخر للتنمر الذي تزايد في الآونة الأخيرة وهو التنمر الإلكتروني خلف الشاشات وعلى منصات مواقع التواصل الاجتماعي الذي يصبح فيه الشخص تريندا يتناقله الجميع ويقومون بالسخرية منه دون مراعاة الإنسانية والتعليقات بالإساءة وهذه الوسيلة أصبحت اسهل الطرق للتنمر 
*وهناك بعض الطرق للتنمر الغير مباشرة التي تكون على هيئة مداعبة وهزار ولكن هذا ليس مجالاً للهزار كما يقول البعض 
_فما الذي يوقعه التنمر على النفس وإلاما يؤدي هذا السلوك ؟ 
التنمر سلوك يصدر من قبل أشخاص انانيون يرون أنفسهم أنهم أقوى وأفضل من الآخرين يحملون البغضاء والعداوة والصراعات الدائمة ويستمتعون بالقيام بتلك السلوكيات المنحطة والحقيقة أن المشكلة تكمن في أنفسهم وليس في الأشخاص الذين يقومون بالتنمر عليهم وعادة يكونوا هؤلاء الأشخاص تعرضوا للتنمر من صغرهم أو أنهم يعانون من مشاكل نفسيه يرمون على الآخرين بها 
ويقع التنمر عادة على أشخاص مختلفين سواء في الشكل أو في الطبقات الاجتماعية أو في طريقة التعامل مع الاخرين أو كونهم ضعفاء سواء جسديا أو نفسيا حيث يتلاعب التنمر بالحالة النفسية للفرد ويبث فيها الخوف والتوتر والقلق دائماً ويجعله أكثر انطواء وانعزلا عن المجتمع لما يلاقيه من الأذى النفسي فيطوى على نفسه ويرفض هذا العالم الذي دائم السخرية منه 
ما هي أبعاد التنمر على الأشخاص ؟ 
كما ذكرنا آنفا أنه يتلاعب بالحالة النفسية للأفراد ويؤثر فيهم تأثرا عميقا يدخلهم في حالة حزن واكتئاب وانعزال لما يواجهونه ، هذه الحالة التي تجعلهم ذات ميول انتحارية حيث أثبتت بعض الدراسات أن الكثير من الحالات الانتحارية كانوا أصحابها أكثر عرضة للتنمر ...
*حكم التنمر من المنظور الإسلامي 
لقد نهى الإسلام عن التنمر نهياً صريحاً الله سبحانه كرم بني آدم جميعاً وحرم التعدي عليه بالقول والفعل وجعل الكلمة الطيبة صدقة لتأثيرها على النفس ونهى عن الإساءة إليها 
قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا غيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن غيرا منهن } 
{ولا تتنابزوا بالالقاب } 
وفي الأحاديث النبوية أيضا ما نصت على ذلك عن النبي عليه السلام "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده " أي المسلم الحق لا يؤذي أحدا سواء بالقول أو الفعل ويكف لسانه عن أن يؤذي الآخرين 
"لا ضر ولا ضرار "
لابد على الأفراد وعلى المجتمع الحد من هذه الظاهرة ..
*في القيام بالتوعية بدأ من الأسرة ودورها الهام في تربية أبنائهم تربية صحيحة 
*القيام بدورات تنمية وتوعية في المدارس والجامعات ..
*على الأشخاص ألا ينصتون لهؤلاء المتنمرين وتعزيز ثقتهم بأنفسهم 
*معاملة المجتمع التنمر على أنه جريمة في حق البشرية جميعاً 
*علينا أن نتبع النهج الأخلاقي في تعاملاتنا مع الآخرين وتعليمه لأبنائنا وبث فيهم القيم السامية التي تجعلهم رحماء بغيرهم غير مؤذيين  
جميعنا متساوون واختلاف الآخرين لا ينقص من كونهم أناس يشعرون ويتأثرون   لما يسمعوا أو يروا من إساءات وتقليل من شأنهم...
فإن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمر من الصبر، وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة دائماً ...