الشاعرة والمؤرخة التونسية نهى العادل: من أهم العادات التونسية "حق الملح" وأطبخ يوم العيد "الشرمولة"
حاورتها: هند الصنعاني
الدكتورة نهى محمد العادل...صفاقسية المولد، عشقت هواء مصر من سنوات عديدة،دكتورة بجامعة كما أنها شاعرة ومؤرخة، عملت أيضا بمجال الإنتاج الفني بتونس وبمصر منذ سنة 2010، لها عدة إصدارات تشارك بها سنويا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، دق قلبها لمصري بورسعيدي "جدع" فأصبحت مصرية الروح والقلب.
*كيف كنت تعيشين طقوس المناسبات الدينية في الطفولة؟
-كانت عائلتي تهتم بالعلاقات الإجتماعية وصلة الرحم، فالتواصل الأسبوعي مقدس جدا وخاصة عائلة والدتي،أما عن أهم المناسبات والأحب إلى قلبي رمضان وعيد الأضحى.
*ماذا تمثل لكم المناسبات الدينية؟
- مهمة جدا ومقدسة، نحتفل بها بكل حب وتسامح، لأن أهل امي وأبي كانوا في تزاور مستمر لم تنقطع أبدا صلة الرحم حتى عندما كبرنا بل بالعكس أصبحنا نحن جيل الأولاد نتزاور ونجتمع كلنا مع أزواجنا وأطفالنا وأمهاتنا،حافظنا على هذه العادة حتى بعدما أصبحنا أجدادا، كانت هذه وصية جداتي ومستمرة إلى الآن سيتوارثها اولادنا من بعدنا إن شاءالله، نشتاق لبعضنا البعض خصوصا أفراد العائلة المغتربين ولكن نحاول التواجد على قدر المستطاع خلال المناسبات العائلية.
*كيف تستقبلون رمضان، وكيف تكون المائدة التونسية؟
-رمضان شهر مميز بتونس وبجميع الولايات، أولا الكل يدهن البيوت ويشتري خزين رمضان، نحضر له من فترة، نجهز الأواني النحاسية
لأننا لا نطبخ الأكل إلا فيها طيلة الشهر، وممكن أيضا نستعين بالأواني الفخارية الجديدة.
أما عن ولايتي صفاقس، لدينا عادة وأتمنى الا تنقطع أبدا، في موسم الأخطبوط بالخريف والذي يسمى بالتونسي "القرنبيط" يتم تنشيفه في الشمس وتخزينه لرمضان لأن المائدة الصفاقسية لابد وأن تتكون من حساء فريك شعير بالاخطبوط المجفف أو مرقة لسان عصفور بسمك شرافي حتى ولو كان طبق الرئيسي لحوم.
أيضا لابد من تحضير الحلويات الرمضانية للسهرة، من الأشياء الضرورية عندنا في هذا الشهر الكريم "الشريحة" بالتونسي وهي التين تجفف لرمضان وبسيسة و سحلب وبوزة...
*هل تهتمون بالزينة في الشوارع والبيوت؟
-زينة البيوت كما ذكرت، فكل بيوت تدهن من الداخل والخارج وخاصة المطبخ وبيت الخزين، الغرف لابد وأن تفرش سجاد جديد ومائدة سفرة في الوسط مزينة بأواني نحاسية وصنية الشاي والقهوة والمبخرة.
*ماذا عن ليلة رمضان كيف تعيشون هذه الأجواء؟
-قبل ليلة أول يوم رمضان يكون "يوم كرش" و هو مصطلح أمازيغي والكرش بتونس هو أن نتناول في الغداء أو العشاء شيء مميز ومختلف عما يطبخ في رمضان ك "مرقة رأس الخروف" أو "كسكسي بسباس" الذي يطلق عليه في شمال تونس ب"فرفوشة"، ويكون طعمه حار جدا، او"هرقمة" أو"المدفونة" أو"عصبان" لأن كل هذه الأطباق دسمة وحارة فهم يأكلونها ليله رمضان، وبعد العشاء يتوجه الرجال لصلاة التراويح والنساء يبتدئن بتجهيز أول ليلة سحور استعدادا لصيام أول يوم رمضان.
-كيف تعيشون أجواء أول يوم رمضان؟
*اول يوم رمضان له نكهة خاصة، الأمهات يبخرن البيت العصر ويدخلن المطبخ مع البنات والحفيدات لتعليمهن أصول الطبخ التونسي مستمتعين بالراديو وهو يذيع البرامج الرمضانية والسلسلات الإذاعية والحكم و المواعظ.
كذلك في هذا اليوم، نجتمع عند عائلة الزوج أما الزوجات يزرن بيوت آبائهن ثاني يوم رمضان مع ازواجهن وأولادهن.
*هل هناك زي خاص بهذه المناسبة؟
-بالتأكيد، تتزين النساء بالقفطان التونسي بعد "شقان الفطر" وهذا مصطلح تونسي بمعنى بعد الافطار والرجال يلبسون "الجبة التونسية" والبرنص لو كان الجو شتاء، ويتعطرون قبل الذهاب إلى المساجد، أما الأمهات والبنات يكتفين في الغالب بالصلاة في البيت،ثم تستقبلن الضيوف من الأقارب والجيران.
*كيف تكون المائدة الرمضانية في تونس؟
-مائدة رمضان بتونس تتكون بالأساس من التمر باختلاف أشكاله وحسب قدرة كل بيت، فهناك من يأكل التمر العادي وهناك من يقوم بحشوه بالمكسرات أو بزبدة وشامية (الحلاوة الطحينية بدول الشرق ومصر).
أيضا من الأساسيات، الحليب او لبن رايب، عصير، زميط، بسيسة أو "الحواور" كما تسمى في بعض المناطق.
أيضا لا تخلو المائدة التونسية من المقبلات الأساسية والسلطة البلنقيت وغيره من أنواع السلطات والأطباق الرئيسية المتنوعة.
الشربة وهي الطبق المقدس على المائدة الرمضانية، وبعد الإفطار نبارك لبعضنا البعض الصيام ونقول "صحة شريبتكم".
أما في ليلة نصف رمضان أو ليلة 27 من رمضان، نجتمع على طبق الكسكسي بلحم "العلوش" أو الضاني بالمصري.
*ماهي طقوس ليلة القدر في تونس؟
-ليلة القدر ليلة مباركة وكما ذكرت في السؤال السابق أن غالبية الشعب التونسي يطبخ الكسكسي لأن في معتقدات أجدادنا أنه طبق الخير والبركة ويزيد في الرزق والزواد،
كما أننا نقوم بالصدقات على روح الأموات ويكون عبارة عن أكل يعطى للفقراء أو يذهب به إلى المساجد،
وبالطبع نختم القرآن جماعة.
*خلال رمضان، هل تتبعين النظام التونسي ام المصري في الأكل؟
-بعد زواجي برجل مصري، أصبحت اتبع الطريقتين، حيث الاحتفالات في بيتي عبارة عن مزيج جميل بين العادات المصرية والتونسية، نزين البيت بالفوانيس وخيامية المصرية وحلويات البلدين وأما عن المطبخ فالمائدة تكون متنوعة بين التونسي والمصري بحكم أنني أقضي رمضان في بيت عائلة زوجي لذلك فإن المائدة تكون متنوعة لإرضاء كل الأطراف وتلبي كل الشهوات.
*ماهي أحب الأكلات المصرية إلى قلبك؟
-أجيد عمل المحشي المصري وتعلمت طريقته الأصيلة من حماتي، أعشق أيضا الكشك المصري والحمام بالفريك
وأريد تعلم الملوخية المصرية وطشتها لأنها تختلف عن الملوخية التونسية، أحب أيضا الفتة باللحمة،
كبيبة الجمبري والأرز بالجمبري بالكاري وهذا من المطبخ البورسعيدي لأن زوجي من محافظة بورسعيد التي أقيم فيها حاليا.
*عيد الفطر أكيد مختلف عندكم، كيف يكون العيد في تونس؟
-عيد الفطر تحتفل به العائلة التونسية وخاصة ولايتي بصفاقس بطريقة مختلفة، في ولايتي يوم عيد الفطر والذي نسميه عيد الصغير نجهز أكلة اسمها "الشرمولة" والحوت المالح وهي عادة فقط بولاية صفاقس وهي عبارة عن زبيب وبصل أحمر وزيت الزيتون وبهارات تطبخ بها الشرمولة ومدة طبخها تدوم يومين على نار هادئة أو كانون، أما السمك المملح يتشرح مثل سمك السنجاري بمصر ويربط بخيط ويعلق ليلة كاملة إلى أن ينزل كل الدم والماء، وبعدها يملح ويحشى ملح ويربط بخيط وعدة طبقات من القماش، نقول بلهجتنا العامية "كفنوه وربطوه بالباهي" كل هذا قبل العيد بأسبوعين،
و في صباح يوم العيد، ومع التهليل والتكبير، يصحى كل من بالبيت الاب والام والابناء ويتعطرون ويلبسون لبس الصلاة، ويقصد الرجال المساجد وأما النساء يتجملن ويبخرن البيت ويجهزن الحلويات والمكسرات والفاكهة وغيرها وتوضع على المائدة لاستقبال الأهل والأحباب، وينتظرن هديتهن أو ما يسمى ب "حق الملح" شكر وتقدير لتعبهن خلال الشهرين الكريم، وقد تكون الهدية ذهب أو مبلغ مالي يوضع تحت فنجان القهوة بعد شربه.
*اليوم وانت في بلد مختلف وتعيشين عادات مختلفة، ماذا تفتقدين؟
-اكثر شيء مفتقداه الآن وانا بالغربة اهلي وامي وابي واولادي بتونس ولمه العائلة وخاصة أيام الطفولة التي اشتقت لها، كان هناك بركة وخير كثير في زمن الأجداد الذين رحلوا عنا ورحل كل ماهو جميل معهم، مع الأسف طغت العولمة على كل شيء حتى صلة الرحم والتواصل، لكن لا يسعني في آخر الحوار إلا أن أشكر موقع أخبار السياسة والطاقة وأقول كل سنة وكل الدول العربية والإسلامية بخير وأن شاء الله رمضانكم مبروك وسنوات دائمة وتصوموا يارب بصحة الأبدان
نور الهناء عبد الكريم الخميس 30 مارس 2023 03:02 م
د نهى محمد أسنانه رائعه وخلوقه ومبدعة،لها ثقافة واسعة في عديد المجالات ونحن فخورين بها لأنها تبرز في كل مناسبة أنها راقية الفك،أردت أن أضيف أن في ولاية الشمال وهي بنزرت،ليلة رمضان نجهز أو نشتري الحلويات مثل العيد وهي كمية تكفي ليوم أو يومين،ولازم ناكل كسكسي باللحم،وفي العيد اهم اكل السمك مع المقالي لاننا نهجره كامل الشهر، ونحضر اكلة من نوع الشوربه وهي الحلالم،وهنالك اكلة معروفة بها جهة بنزرت اسمها"الطبيخ"وهي مثل بودره لونها بني غامق.ونبقى ثلاثة أيام ونحن ننوع في الاكل خصوصا هنالك أساسيات للعيد