الطفل سفير بيته ..تجنبوا الممارسات السلبية نحوه!

الطفل سفير بيته..تجنبوا الممارسات السلبية نحوه!

بقلم خديجة الوزي 

قد نتضايق من سلوك طفلنا سواء في البيت ،في المدرسة،في الشارع أو في أي مكان وقد نحرج أمام الآخرين من ذلك و لكننا نسينا أن هذا الملاك ماهو إلا نتيجة ممارساتنا معه بمعنى أننا نحن السبب الرئيسي في ما هو عليه من شخصية قوية ،إجتماعية ،هادئة و ناجحة أو العكس شخصية عصبية ،ضعيفة،عنيفة وإنطوائية.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهننا هو كيف ذلك؟ وماهي الممارسات التي توصل الطفل إلى سلوك سيء وغير مقبول ؟
--- الممارسات السلبية التي يجب الإبتعاد عنها في تعاملنا مع الطفل :
١ _ *" إعطاء* *الأوامر*" 
لا نعطي أمرا للطفل بدون مبرر أو شرح حتى يفهم ما يجب فعله أو يجتنبه وحتى يتكون له رصيدا سلوكيا حسنا يستعمله وقتما إحتاج إليه.
٢_" *التهديد* "
وهو نوعان :
**التهديد المادي أو ما يعرف بالضرب وهو من أسوأ الممارسات لأنه يصنع لنا طفلا ضعيفا، جبانا أو العكس طفلا عنيفا،عنيدا ولا نستغرب إن وجدنا بين أيدينا طفلا كل كلامه كذبا خوفا من الضرب .
**التهديد المعنوي: أن نطلب من الطفل فعل شيء مقابل شيء أو العكس حرمانه منه إن قام به .
مثلا: إن لم تذاكر فلن تلعب .
٣_" *كترة* *النصح* "
كترة النصح أو الوعظ تجعل من الطفل منغلقا على نفسه بعيدا عنا وعن جلساتنا بل يمكن أن يكره التحدث معنا بل حتى التعامل معنا خوفا من الوعظ والوقوف على كل حركة أو ساكنة منه.
٤ " *الحرمان* "
لا يجب حرمان الطفل من حقوقه  سواء مصروفه ،ألعابه، سماعه لكرتونه المفضل أو التليفزيون بل بالعقل والحكمة والشرح و لابأس من الحرمان النسبي مع مراعاة السن والعمل الذي إستحق  به هذا الحرمان .
٥_ " *العقاب* "
من حقنا أن نعاقب طفلنا على غلطه أو سلوكه السيء ولكن يجب علينا إحترام سنه والفعل الذي إستحق  به هذا العقاب وتوقيته فلا نعاقب طفل التلات سنوات على فعل فعله بنفس الطريقة التي نعاقب بها  إبن العشر سنين وأن نعاقب وقت الغلط وليس بعد مرور يوم أو أسبوع من الفعل.
٦ " *الجدال* " 
لا نجادل الطفل بل نعامله بلين وحكمة ولا ننسى أسلوب الحوار معه.
٧_" *إصدار* *الأحكام* "
ليس هناك طفل فاشل بل فقط نحن من  لم يعرف التعامل معه وكل ما  يحتاجه هو  فقط  معاملة معينة تليق بامكانياته ومهاراته مع إعطائه الفرصة لإبراز مواهبه لهذا لا نجعل من أنفسنا قضاة للحكم عليه وحذاري من كلمة أنت فاشل أو أنت غبي فهي تشعره بالمهانة وعدم الإحترام .
٨_" *اللوم* "
إلقاء اللوم عند فشل أو خطأ الطفل في القيام بعمل معين يفوت عليه فرصة النجاح في نشاط آخر خوفا منه من الوقوع في الخطأ لأن اللوم أورته الضعف وعدم الثقة بالنفس .
٩_" *النقد* "
لنركز على إيجابيات طفلنا ونجاحاته  ونظهرها له ونبتعد عن سلبياته لأنها سبب في إحباطه وفشله وكذلك عدم التغيير والتطور لأنه في نظره نحن لا نعترف إلا بالسلبيات فلماذا يتعب نفسه؟.
١٠_" *التحقيق* "
لا نستعمل اسلوب التحقيق مع الطفل لكي يعترف بما قام به وكأنه متهم وعليه الإعتراف بجريمته بل نفتح له باب الحوار معه ونعرف لماذا أخطأ ؟ ولا ننسى أسلوب الشرح والتبرير ونعلمه الإعتذار وتصحيح الخطأ إن لزم ذلك .
١١_" *المقارنة* "
أسوأ ما يمكن فعله  هو مقارنة الطفل بغيره سواء كان أخوه أو صديقه أو إبن الجيران كأن نقول له مثلا : أخوك أحسن منك أو إبن خالتك درجته أعلى من درجتك بل بالعكس علينا أن نشجعه وان نكون على دراية تامة بقدراته وإمكانياته ونحاول تطويرها للأحسن بعيدا عن المقارنة بطفل آخر .
١٢_" *الصراخ* "
يعمل الصراخ والصوت العالي رابطا بين الطفل وفشله ولهذا نجده يتذكر فشله وضعفه كلما سمع صوتا عاليا .
بسبب هذه الممارسات السلبية نجد معنا طفلا سلوكياته سيئة وشخصية ضعيفة ،عصبية ،إنطوائية ،عنيدة،....
أبناؤنا أمانة لدينا و مسؤولية ملقاة على أكتافنا فلنكن حريصين وحذرين في بناء المعايير والقيم التي سيتخدها كمقياس لسلوكه في المستقبل ولا ننسى أن الطفل كالأرض نزرع ما غرسناه فيها وأنه كالعجينة بين أيدينا فإما طفل سوي ذو شخصية سليمة بعيدة عن الرواسب والشوائب أو شخصية معقدة وكلها سلبيات ومشاكل .
وأخيرا أختم كلامي بالمقولة التالية : *_الطفل_* *_سفير_* *_بيته_* *_في_* *_الخارج_* .