الأخبار العاجلة
  • الثلاثاء, 03 ديسمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الثلاثاء 28 مارس 2023 07:36 م

حكايات مغربية...الحكاية السابعة

بقلم /هند الصنعانى 
المغربية نجاة بلقاسم من راعية غنم إلى قصر الأيليزيه

لم تكن تتخيل يوما مفاجآت القدر بإمكانياتها الضعيفة التي كانت تظنها ستحول بينها وبين أحلامها التي تلامس السماء.

في قرية صغيرة بإقليم الناضور، ولدت نجاة بلقاسم في 04 اكتوبر 1977، هاجر والدها إلى فرنسا ليعمل في البناء وتركها مع جدها تساعده في رعي الغنم الشيء الذي لم تخجل منه طوال حياتها بل تعتز به في مقابلاتها الصحفية.

في سنتها الخامسة، انتقلت نجاة للعيش في فرنسا رفقة والدتها وشقيتها الكبرى، تمسكت بالتعليم لاقتناعها الشديد أنه هو باب النجاة والطريق الصحيح لتغيير الواقع الصعب.

بعد حصولها على شهادة الباكلوريا في علم الإجتماع الإقتصادي وحصولها أيضا في نفس الوقت على الجنسية الفرنسية، التحقت نجاة بجامعة بيكاردي في أميان لتحصل منها على ليسانس في الحقوق، حصلت أيضا بعد ذلك على شهادة عليا من معهد الدراسات السياسية عام 2000 حيث ستتعرف على زوجها المستقبلي "بوريس فالو" أحد المقربين للرئيس الأسبق "فرانسوا هولاند" والذي تزوجته سنة 2005 وأنجبت منه توأما.

قبل أن ترتمي نجاة في معترك السياسية، استهلت مسارها المهني كمحامية في مكتب معتمد لدى مجلس الدولة ومحكمة النقض، حيث استُفزت بانضمام مرشح رئاسي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة والذي تمكن من الترشح في جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية.

تسلقت نجاة بلقاسم سلم السياسة، وأصبحت عضوا في المجلس الوطني للحزب الاشتراكي سنة 2005، وانضمت بعد ذلك لمؤسسة "القيادات الشابة" الفرنسية الأمريكية.

2007، كانت السنة الأكثر تميزا في حياة نجاة السياسية، فقد أصبحت المتحدثة الثالثة باسم المرشحة الرئاسية سيغولين رويال، كما عينت أيضا عضوا في مجلس الجالية المغربية بالخارج من قبل العاهل المغربي محمد السادس إلى غاية 2011.

عملت نجاة مرة أخرى ناطقة رسمية باسم المرشحة سيغولين رويال في الانتخابات التمهيدية الإشتراكية للرئاسة لكنها لم تفز، ولكن ولأن نجاة كان لديها قدرات عالية في التواصل وفن الخطابة، عينها "فرنسوا هولاند" متحدثة رسمية باسم حملته الانتخابية و كان لها دورا كبيرا في نجاحه في انتخابات الرئاسة.

دخلت نجاة بوابة التاريخ السياسي بفرنسا بعد فوز "هولاند" في الانتخابات،  حيث عينت وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم حكومة "جان مارك ايرولت" في عمر 35 سنة، لتكون بذلك أصغر وزيرة في الحكومة الفرنسية.

الحياة ليست وردية دائما، ستصدم نجاة بعنصرية الفرنسيين التي ستظهر عندما ستنتفض ضد قانون امتهان الجسم بل وستتبنى قانونا يجرمه ويحمل المسؤولية القانونية للزبون وللشخص الذي يتاجر بأجساد النساء، لكن على عكس المتوقع موقفها هذا ساهم بشكل كبير في زيادة شعبيتها في فرنسا.

ولأن نجاة كانت صاحبة رؤية مختلفة وفكر جديد يتماشى مع العصر، أحدثث نمطا جديدا للتواصل آنذاك، بعدما أضحت المتحدثة باسم الحكومة، أصبحت تتواصل مع كل المواطنين عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي.

عينت نجاة بعد ذلك وبالرغم من التغيرات الوزارية المتكررة كوزيرة لحقوق المرأة وبعد ذلك عينت وزيرة للتربية والتعليم العالي لتصبح أول امرأة وزيرة في تاريخ فرنسا، لكنها لم تسلم من مضايقات أحزاب المعارضة بسبب أصولها العربية.

نجاة بلقاسم...نموذج للمرأة العربية التي لاتهاب الصعوبات تقبل التحدي بكل معوقاته، وصفتها صحيفة "الغارديان" البريطانية ب "وجه فرنسا  الجديد" وإلى اليوم لاتزال تتمتع بسمعة سياسية قوية تجعلها تخوض أصعب المعارك.


اترك تعليقك

Top