الأخبار العاجلة
  • السبت, 23 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الأربعاء 22 مارس 2023 10:36 م

حكايات مغربية...الحكاية الأولى


محمد الخامس...الملك الذي ظهر في القمر.

بقلم /هند الصنعانى 
ولد المغفور له بإذن الله الملك محمد الخامس سنة 1909 بالمدينة العلمية فاس، وهو يعد آخر أبناء السلطان المولى يوسف ابن الحسن، قاد المغرب في عز الاحتلال الفرنسي وعمره لا يتجاوز ال 18 سنة.


كان ملكا محبوبا جدا من شعبه الذي كان يلقبه ب"أب الأمة" و"بطل التحرير"، نُفي وعائلته لكنه قاوم وضحى بالغالي والنفيس في سبيل استقلال المغرب ووحدة ترابه.


كان أصيلا متشبثا بالعادات والتقاليد المغربية، ويظهر ذلك من خلال تمسكه بالزي المغربي، فنادرا ما ترى له صورا بدون الجلباب المغربي الأصيل.


عين محمد الخامس سنة 1927 ملكا للمغرب من طرف المقيم العام الفرنسي خلفا لوالده بالرغم من أنه كان أصغر الأبناء، ظنا منه أنه يستطيع السيطرة على ذلك الشاب الصغير، لكنه صُدم بمقاومة قوية أدت إلى فشل كل مخططات المقيم العام الفرنسي باصطفاف السلطان الشاب إلى جانب أبناء الشعب.


لم يخضع يوما الملك محمد الخامس لمطالب الاستعمار الفرنسي الذي كان يطالبه بالتنازل عن العرش، الشيء الذي رفضه محمد الخامس وقوبل بالرفض التام أيضا من الشعب المغربي الباسل، مما دفع المستعمر الفرنسي إلى نفيه في جزيرة كورسيكا يوم 20 أغسطس 1953 ثم إلى مدغشقر يوم 02 يناير 1954، وتعيين سلطانا صوريا يدعى " ابن عرفة" الذي كان صنيعة المستعمر.


توهجت وثيرة المقاومة الشعبية بعد نفي السلطان محمد الخامس وعائلته والتي دامت حوالي سنتين، خلالها قام الشعب المغربي بمظاهرات قوية وصراعات عنيفة مع الاحتلال الفرنسي والتي كللت بعودة الملك يوم 16 نوفمبر 1955، والتي كانت حدثا تاريخيا هاما للمملكة المغربية ساهم في إلغاء معاهدة الحماية وحصول المغرب على استقلاله سنة 1956 بعد سنوات من الكفاح والمقاومة.


أما عن القصة الشهيرة لرؤية الشعب المغربي لوجه الملك محمد الخامس في القمر، هذه الإشاعة التي مضى عليها سنوات عديدة ولاتزال تردد على ألسنة المغاربة، تعكس مدى الحب الذي كان يكنه الشعب المغربي لملكهم وقائدهم، وكأنه كان اتصالا روحانيا تصور لهم في القمر، لكن الأكيد أنه كان شكلا من أشكال النضال والتي ساهمت في إفشال المخطط الاستعماري آنذاك.


وعن الزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد الخامس لمصر سنة 1960، حيث كان في استقباله في المطار الرئيس جمال عبدالناصر ومجموعة من الوزراء والبعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية وقادة الجيش، واستقلا العاهلان الكبيران سيارة مكشوفة من المطار إلى قصر القبة، واحتشدت الجماهير الغفيرة ترحيبا بالضيف العزيز تهتف بالوحدة العربية، وكانت الأعلام المغربية ترفرف عاليا في سماء القاهرة.


قام الملك محمد الخامس خلال هذه الرحلة الخالدة بزيارة مجموعة من المزارات المصرية من بينها الأزهر الشريف التي أقام فيه صلاة الجمعة.


وأيضا خلال هذه الزيارة، أقام الرئيس عبدالناصر عدة احتفالات على شرف الملك محمد الخامس، وتبادلا الزعيمين القلادات، حيث أهدى الملك محمد الخامس للرئيس عبدالناصر قلادة الوسام المحمدي وبدوره أهدى عبدالناصر للملك قلادة النيل وهما أرفع الأوسمة في البلدين.


كما قام جلالة الملك محمد الخامس، بزيارة خالدة لمحافظة أسوان، واستقلا الزعيمين أيضا سيارة مكشوفة عند وصولهما، وسط حشد جماهيري كبير، حيث استقبل أهل أسوان جلالته بحفاوة بالغة وهتافات مدوية تنادي بالوحدة العربية رافعين الأعلام المغربية التي كانت تزين الشوارع الأسوانية.


وبين هذه المظاهر المبهجة، وصل الركب إلى منطقة السد العالي، حيث قدم عبدالناصر للملك نموذجا ضخما لمشروع السد العالي، وانتقلا بعد ذلك لإرساء حجر الأساس الذي أقيم على ربوة عالية ودعا عبدالناصر جلالة الملك محمد الخامس للاشتراك في إرساء حجر الأساس لمشروع السد العالي...وانتهى اليوم بخطبة عظيمة حول الوحدة العربية ألقاها الرئيس عبدالناصر.


وبعد انتهاء الزيارة لأسوان والأقصر، عاد الركب للقاهرة بعد أيام خالدة سُطرت في سجل التاريخ، احتفلت جامعة القاهرة بإهداء دكتوراة فخرية للملك محمد الخامس في احتفال ضخم شهده الرئيس عبدالناصر وضيوف "الجمهورية العربية المتحدة" ولفيف من الوزراء وأساتذة الجامعة وخُتم الحفل بخطاب سامي ألقاه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس.


ظل الملك محمد الخامس يتمتع باحترام وحب عفوي كبير من الشعب المغربي إلى أن رحل في شهر رمضان من سنة 1961 عن عمر الثانية والخمسين عاما بعد فترة حكم تعتبر نموذجا يحتدى به في السلم المدني والتعايش السلمي...رحمة الله على هذا الملك العظيم.


اترك تعليقك

العربي المغربي السبت 20 يوليو 2024 04:45 م

رؤية المغفور له محمد الخامس في القمر كانت عملية تواصلية/ نضالية قررتها قيادة الحزبين الوطنيين المغربيين لرفع معنويات الشعب المغربي إثر اختطاف فرنسا للسلطان محمد بن يوسف ( اشتهر باسم الملك محمد الخامس لاحقا ) من المشوار السعيد - يعني القصر الملكي ( مقر المشاورات / البرلمانوالقديم ) بالاسم الحالي - ونفته إلى جزيرة كورسيكا اولا ثم الى جزيرة مدغشقر بعد ذلك . العملية كانت دقيقة وسرية بشكل كبير عند التنفيد من المئات من الوطنيين الذين لم يكشفوها حتى لأقرب المقربين لهم ولو كانوا زعهم في نفس الحزب . أمر استثنائي عندما يتعلق الأمر بسر حافظ عليه المئات ولم يتسرب من حركاتهم ولا من اشاراتهم وطبعا من اقوالهم . عند الخروج من المساجد اثر صلاة العشاء رفع واحد من المصلين الخارجين - وهو لا زال وسط بقية المغادرين - رأسه للأعلى ثم استغرب بصوت عالي ما يراه ... حتى انتبه من يسيرون حواليه *(( هل ترون ما أراه أم أنني أتوهم ؟ أليست تلك صورة سيدي محمد بن يوسف أم لا ؟))* .... يرفع السامعون رؤوسهم وهم يستغربون بنفس الكلام فيسمع الجميع السؤالين ويعيدونها .... فيفهم منهم من عرفوا أول من استغرب : انه المناضل الاستقلالي ! وكلامه يعني ما يعنيه ، ويجب انةيسمعه حتى من لم يكن في نفس المسجد او من لا يصلي أصلا ؛ كل النساء والأولاد والبنات يصلهم الخبر في نفس الليلة . نجحت المظاهرة وصار محمد بنيوسف قريبا يطل على الناس كل ليلة في القمر .

Top