الأخبار العاجلة
  • الثلاثاء, 03 ديسمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الجمعة 24 مارس 2023 08:14 م

حكايات مغربية....الحكاية الثالثة 

محمد السادس...ملك أحبه الشعب والعالم

بقلم /هند الصنعانى 

هو محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف، ولد في 21 اغسطس 1963 بالرباط، وهو الملك الثالث والعشرون للدولة العلوية الشريفة التي تولت عرش المملكة المغربية منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي.

وتنحدر الأسرة العلوية من السلالة النبوية الشريفة، التي ينتهي نسبها إلى الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت قد استقرت بمدينة سجلماسة، بمنطقة تافيلالت جنوب المغرب.

وعندما بلغ السنة الرابعة من العمر  ألحقه والده الحسن التاني إلى الكتاب القرآني الملحق بالقصر الملكي.

أنهى الدراسة في السلكين الابتدائي والثانوي بالمعهد المولوي، وحصل على الباكالوريا، في شهر يونيو 1981.

واصل محمد السادس الدراسات العليا في الحقوق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نال في سنة 1985، الإجازة في موضوع "الاتحاد العربي الإفريقي واستراتيجية المملكة في مجال العلاقات الدولية".

وفي سنتي 1987 و1988 حصل على الشهادتين الأولى والثانية للدراسات العليا في العلوم السياسية والقانون العام بامتياز كما نال بعد ذلك شهادة الدكتوراة في الحقوق بميزة مشرف جدا، من جامعة "نيس صوفيا آنتيبوليس" الفرنسية، إثر مناقشته أطروحة في موضوع "التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي"، أيضا تم منحه من طرف جامعة "جورج واشنطن" درجة الدكتوراه الفخرية في 22 يونيو سنة 2000.

صدر لجلالته كتاب وعدة مقالات حول التعاون الأوروبي المغاربي.

تولى الملك محمد السادس منذ ريعان شبابه مسؤوليات جسيمة، إذ كلفه والده الملك الراحل الحسن الثاني بمهام عديدة على الصعيد الوطني العربي والإسلامي والإفريقي والدولي لدى رؤساء دول شقيقة وصديقة فكانت أول مهمة رسمية لجلالته خارج الوطن، يوم سادس أبريل 1974، حيث مثل جلالة المغفور له الحسن الثاني، في الحفل الديني الذي احتضنته "كاتدرائية نوتردام دو باري"، تخليدا لذكرى رحيل الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو.

يتقن الملك محمد السادس اللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية.

للملك محمد السادس هيبة خاصة وكاريزما منفردة، قربه من شعبه جعله يستهل حكم البلاد مدعوما برصيد شعبي كبير نظرا لتخليه عن المظاهر البروتوكولية وحرصه على الاختلاط بأبناء الشعب، يتكلم بكل تلقائية مع كل من يقابله في الأماكن العامة سواء من الجالية المغربية أو مواطنين من مختلف دول العالم.

تزوج الملك محمد السادس من لالة سلمى بناني في 21 مارس، 2002، وأنجبا ولي العهد الأمير مولاي الحسن الذي ولد في 8 مايو 2003، والأميرة لالة خديجة التي ولدت في 28 فبراير 2007.

خلال 24 سنة من الحكم، استطاع  الملك محمد السادس تحويل المغرب من مجتمع يواجه مجموعة من التحديات إلى وجهة لجذب مجموعة من الاستثمارات،وأبرز المشاريع:

-صناعة السيارات، حيث عرف هذا القطاع تطورا كبيرا، حيث أصبح مرجعا عالميا في مجال صناعة تجهيزات السيارات وكبريات مجموعات صناعة السيارات بالمغرب.

- امتلاك  أكبر مركب لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم.

- توسيع ميناء طنجة ليصبح أكبر وأضخم ميناء بالبحر المتوسط.

- إطلاق القطار الفائق السرعة "البراق".

- إطلاق قمرين صناعيين سنة 2017 و 2018.

-تطوير الشبكة الطرقية.

 ومن القضايا التي شهدت طفرة هائلة في عصر الملك محمد السادس، قضية المرأة التي كانت ضمن أولوياته، فقد قام جلالته بعملية غير مسبوقة لتحسين وضعية المرأة وكان إصلاح قانون الأسرة أحد المشاريع الكبيرة التي عرفت النور بعد نقاش طويل بين الإسلاميين والحداثيين.

لكن يبقى أهم الانجازات التي يمكن الحديث عنها خلال السنوات الأخيرة والتي لعب فيها جلالة الملك محمد السادس دورا أساسيا وهو المجال الدبلوماسي الذي راكم عددا من المكاسب التي انعكست إيجابا على ملف الصحراء المغربية، مسجلا في هذا الإطار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وهو المسار نفسه الذي سارت فيه ألمانيا التي اعترفت بأن الحكم الذاتي مقترح ذو مصداقية، إضافة إلى الموقف التاريخي الذي سجلته الدولة الإسبانية بالخروج من موقفها السلبي إزاء الوحدة الترابية المغربية وتأييدها الحكم الذاتي للمغرب كمبادرة قوية من شأنها أن تمنح لسكان الصحراء إمكانية تسيير شؤونهم بأنفسهم، ومدهم بالموارد والاختصاصات اللازمة.

أيضا عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي في 2017، و التي ساهمت في جعل المملكة تقفز الى المرتبة التانية بين أكبر المستثمرين في القارة بعد جنوب افريقيا، حيث دلت عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي عن إرادة المغرب في الدفاع عن القضية الوطنية والمساهمة في تنمية القارة الإفريقية.

محمد السادس...ملك الإنسانية، كثيرا ما صرح محمد السادس في خطبه أنه يشعر بأبناء المغاربة كما يشعر بأبنائه، فتجد أن هناك مشاركة وجدانية لكلا الطرفين،نجد كفوف المغاربة تتحد بالدعاء له في أزماته الصحية، مثلما نجد اهتمامه البالغ لو حصل أي مكروه لأبناء شعبه، فلن ننسى متابعته اليومية لحادثة الطفل ريان الذي سقط في البئر، ولن ننسى أيضا خروجه للاحتفال مع الشعب المغربي بعد تأهل المغرب في كأس العالم بقطر بل والتكريم العظيم للمنتخب وأمهاتهم، تعاطف وحب تلقائي يعكس علاقة شعب بملكهم ويقدم صورة مثالية حديثة لبلد يشهد له بالعراقة والأصالة.


اترك تعليقك

Top