حكايات مغربية..الحكاية الثالثة والعشرون..السفير عمرهلال..دبلوماسى ترفع له القبعة

حكايات مغربية...الحكاية الثالثة والعشرون

السفير عمر هلال...دبلوماسي ترفع له القبعة

بقلم /هندالصنعانى 

غير المغرب في السنوات الأخيرة من خططه الدبلوماسية، وانتقل من مشهد رد الفعل إلى الفعل، هذا التغيير وراءه قائد رشيد وهو العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي له منهجيات صارمة لا تقبل النقاش فيما يتعلق بالقضايا الكبرى للمملكة، ووراء هذا القائد جنود حاشدة من  الدبلوماسيين رفيعة المستوى استطاعت أن تساير هذا التوجه الحديث بكل حنكة، ولعل أبرزهم السفير عمر هلال "قاهر الأعداء"، هذه الشخصية الفذة نموذج جديد للدبلوماسية المغربية، فقد أبان على تفوقه في العديد من المواقف السياسية الصعبة والتي كانت تنتهي بإجهاض كل المحاولات التي تستهدف المملكة المغربية داخل منظمة الأمم المتحدة.

ولد السفير عمر هلال بمدينة اغادير سنة 1951، هذه المدينة التي تقع جنوب المغرب والتي تتميز برجال يتمتعون بالصرامة والعفة والعمل الجاد، وهي فعلا مواصفات يتميز بها سعادة السفير المغربي إلى جانب لباقته واتزانه، كثوم يتمتع بدماثة الخلق والرصانة لكنه لا يتردد في إخراج أنيابه أمام أعداء الوحدة الترابية للمملكة، يدافع عن مصلحة الوطن بكل استماتة بمبدأ وحيد "إما أن نكون أو لا نكون".

يشغل السفير عمر هلال منذ أبريل 2014 منصب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وقد شغل قبل ذلك منصب سفير ممثل دائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بجنيف منذ نونبر 2008، وهو نفس المنصب الذي سبق أن شغله من دجنبر 2001 إلى ماي 2005.

كما شغل منصب كاتب عام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون من ماي 2005 إلى نونبر 2008 ، وهو حاصل على الإجازة في العلوم السياسية سنة 1974 بالرباط .

وشغل عدة مناصب قبل أن يصبح في الفترة من 1985 إلى 1991 مستشارا، نائبا للسفير في البعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة بجنيف.

وتقلد السفير هلال من 1991 إلى 1993 منصب رئيس مصلحة بالجمعية العمومية وبمجلس الأمن في مديرية المنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، كما كان عضوا بديوان كاتب الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون من 1993 إلى 1996 ، قبل أن يتم تعيينه سفيرا للمغرب بأندونيسيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلاندا من 1996 إلى 2001.

وفي 1993 شغل منصب عضو في اللجنة الدولية للخبراء القانونيين المكلفة بتطبيق الاتفاقية التي تحظر استعمال الأسلحة الكيماوية، وساهم أيضا بصفته عضوا في الوفد المغربي في عدة ندوات واجتماعات إقليمية ودولية.

وكان أيضا منسقا للمجموعة الإفريقية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (2004-2005)، ومنسقا للمجموعة الإفريقية بالمنظمة العالمية للتجارة (2003)، ورئيسا لمؤتمر نزع السلاح (2004)، وترأس، منذ 2004، مجلس إدارة معهد الأمم المتحدة للتكوين والأبحاث.

اختير السفير عمر هلال من طرف هيئة التحرير الأسبوعية "ماروك ايبدو" رجل السنة 2021 لأدائه الدبلوماسي المتميز.

استطاع السفير عمر هلال طيلة هذه السنوات التي عمل بها داخل منظمة الأمم المتحدة أن يبرهن عن حضور بديهته وقوة شخصيته، فلا أحد استطاع أن يحرجه بأسئلة لها خبايا تسئ للبلد، فيقظته تجعله يتحول من مركز دفاع إلى مركز هجوم، هو بشهادة الجميع أفضل مكاسب الدبلوماسية المغربية.