حكايات مغربية ..الحكاية الثانية والعشرون..المصريون يتبركون بالمغاربة

حكايات مغربية...الحكاية الثانية والعشرين 

المصريون يتبركون بالمغاربة 

بقلم /هندالصنعانى 

الحكاية بدأت من جبل "حميثرة" "ميناء عيذاب" أحد أقدم طرق الحج، حيث كان الحجيج القادمون من المغرب يتوقفون بأرض الكنانة وهم في طريقهم إلى الحج، أغلبهم من أهل الصوفية فكانوا يستقرون بمصر ويموتون ويدفنون في ترابها لتتحول قبورهم إلى مزارات يقصدها المصريون منذ مئات السنين.

السيد البدوي 

ولعل أشهر الأولياء الصالحين بمصر "أحمد بن علي ابراهيم البدوي والمعروف بالسيد البدوي"ولقب بالبدوي لأنه كان دائم تغطية الوجه.

ولد السيد البدوي بفاس سنة 596 هجرية هذه المدينة العتيقة التي انجبت أشهر الناس وأصلحها، حيث ترعرع وحفظ القرآن الكريم، وكان أحد تابعي الفقه المالكي، رحل من المغرب إلى العراق ليستقر في نهاية المطاف بمصر وتحديدا بمدينة طنطا عام 637 هجرية ويصبح بعد ذلك أحد كبار علماء الأمة وواحد من أولياء الله الصالحين الذي كان له مكانة رفيعة عند العلماء والملوك، فكان الملك الظاهر بيبرس البُندُقداري يستقبله ويكرمه وينزله في دار الضيافة الملكية كما كان يسافر لزيارته في طنطا.

توفي فارس الأولياء السيد البدوي بالديار المصرية ليظل مقامه بمدينة طنطا منارة أثرية وروحانية تستقبل آلاف الزائرين عن طريق مولد السيد البدوي الذي يبدأ مابين منتصف وأواخر شهر أكتوبر ويعد مقصدا مهما لأبناء الطرق الصوفية وملجأ للآلاف من المصريين في الشدائد والكربات.

المرسي أبو العباس

هو الشيخ شهاب الدين أبوالحسن أحمد بن حسن بن علي المرسي والمعروف ب"المرسي أبو العباس"، ولد عام 1219م في مدينة مرسية في الأندلس التي كانت تتبع لدولة المغرب في ذلك الوقت.

حفظ القرآن كله في سنة واحدة، تعلم أصول الفقه والقراءة والكتابة، كان يعمل في التجارة حيث اشتهر بالصدق والأمانة والعفة، كان يكسب مئات الآلاف ويتصدق أيضا بمئات الآلاف.

تلقى أبوالعباس التصوف على يد شيخه الصوفي الأشهر أبي الحسن الشاذلي ذو الأصول المغربية أيضا، والذي رأى في منامه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يأمره بالانتقال إلى الديار المصرية، فخرج هو والمرسي أبوالعباس وأخوه عبدالله وخادمه أبوالعزايم ماضي قاصدين الإسكندرية ليقيم بها أبوالحسن 43 سنة.

تولى أبوالعباس مشيخة الطريقة الشاذلية بعد وفاة أبي الحسن الشاذلي وظل يحمل راية العلم والتصوف حتى وفاته سنة 1281 ميلادية.

عبدالرحيم القناوي

ظلت سيرة عبدالرحيم القناوي الأبرز وسط الأولياء والصالحين وظلت محبته متوارثة وكأنها أثرا حيا ضاربا في جذور الأرض.

ولد عبدالرحيم بن أحمد بن حجون بن محمد القنائي في مدينة ترغاي بإقليم سبتة المغربية عام 521 هجرية، كان طفلا شديد الذكاء عاشقا للقرآن الكريم الذي حفظه قبل ان يتم الثامنة من العمر.

كان الشيخ مجدالدين القشيري سببا في اقناع عبدالرحيم القناوي الذي التقى به في موسم الحج القدوم إلى مصر، وبعد أن مكث 3 أيام بقوص قرر الرحيل إلى قنا تنفيذا لرؤى عديدة طالبته بالاستقرار فيها.

ويعتبر ضريح عبدالرحيم القناوي في صعيد مصر مزارا مباركا ومهما للأهالي في جميع ربوع محافظات الصعيد.