حكايات مغربية..الحكاية الخامسة والعشرون ..صائد الصورة..محمد مرادجى (مصور الملوك الثلاثة).

حكايات مغربية...الحكاية الخامسة والعشرين 

صائد الصورة...محمد مرادجي 
    (مصور الملوك الثلاثة)

مسيرته عبارة عن آلاف الصور وثق بها تاريخ المغرب وإنجازاته، رمز من الرموز ليس فقط العربية بل العالمية في عالم التصوير، عصامي نحت في الصخر ليصنع مجدا خالدا ساهم في إثراء الذاكرة الفوتوغرافية المغربية.

ولد محمد مرادجي في 25  دجنبر سنة 1939 بمدينة الدار البيضاء يتيم الأب، والدته التي كانت عاملة بسيطة هي من سهرت على تربيته وتحفيزه في الحياة.

لم ينجح مرادجي في التعليم ليجرب حظه في عدة مهن يدوية، عمل لفترات خياطا ونجارا وميكانيكيا وصباغا أيضا، لكنه لم يجد ذاته إلا عندما مسك آلة تصوير ليبدأ مشواره كمصور متجول وهو يبلغ 16سنة.

حسه الفني كانت يحدد زبونه والذي كان ينعكس على جمالية الصورة، لقب مرادجي بعين الملك، كان شاهدا حيا على فترات مهمة في تاريخ المملكة المغربية والعالم العربي، فقد ساهم في توثيق عددا من الأحداث، السياسية والثقافية حيث قام بتسجيل عددا من الاتفاقيات والمؤتمرات بداية من ميلاد ابنة الملك الراحل محمد الخامس الأميرة لالة أمينة في المنفى بين سنة 1953 و1955 بمدغشفر، أيضا كان له دور كبير في توثيق زيارة الرئيس الأمريكي ازنهاور للمغرب سنة 1959، ولن ننسى توثيقه للزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس لمكة ثم إلى القاهرة، حيث سوف يستقبل محمد عبدالكريم الخطابي رمز المقاومة المغربية واستلامه كذلك دكتوراه فخرية بحضور الرئيس جمال عبدالناصر، ومن أعماله كمصور غطى مرادجي الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري الراحل أنور السادات في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) سنة 1977، إلى غيرها من الأحداث السياسية العربية والعالمية.

كان محمد مرادجي شخصية طموحة لأبعد الحدود، لم يكتف بخبرته التي اكتسبها وقام بدورة تدريبية معمقة بباريس لدى "كيتسون" التي تعد من أشهر وكالات التصوير على الصعيد العالمي، والتقط خلال إقامته بفرنسا عددا من الصور لمشاهير العصر الفرنسيين ليعتمد عند عودته كمصور مستقل في عدة جرائد مغربية.

وفي 1961، أسس مرادجي أول وكالة مغربية متخصصة في التصوير الصحفي، ليصبح رمزا للتصوير الصحفي في بلده وشاهدا على الأحداث التاريخية داخل المغرب وخارجه.

وبألف صورة تاريخية التقطها هذا الفنان المصور، أصدر مرادجي سنة 2016 كتابا بعنوان "الملوك الثلاثة...التاريخ عبر الصورة"، حيث خلد أقوى اللحظات الوطنية لحكم الملوك الثلاثة.

خلال مسيرته المهنية الحافلة، حاز محمد مرادجي على العديد من الجوائز والأوسمة من طرف العديد من الرؤساء والملوك أبرزهم الملك الراحل الحسن الثاني والملك محمد السادس وجاك شيراك وخوان كارلوس، أما المجلة اللندنية "فوتوغرافيك جورنال" فقد احتفت به بطريقتها ووهبته لقب "ديناصور التصوير المغربي".