الأخبار العاجلة
  • الجمعة, 03 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الجمعة 14 ابريل 2023 08:47 م

حكايات مغربية...الحكاية الرابعة والعشرين 

الزعيم عبدالرحمن اليوسفي...مسيرة نضال استثنائية 

بقلم /هندالصنعانى 

عبدالرحمن اليوسفي وجه سياسي بارز بالمملكة المغربية، كرس حياته للمقاومة والنضال وعاش مدافعا عن الديمقراطية ووحدة المغرب، وبالرغم من اعتزاله الحياة في السنوات الأخيرة من عمره إلا أنه ظل وجها مشرقا يذكر بكل بالحب والتقدير.

ولد عبدالرحمن اليوسفي أو "سي" اليوسفي في 08 مارس 1924، بمدينة طنجة،  هذه المدينة التي تعتبر أقصى نقطة للقارة الإفريقية، والتي كانت قديما عاصمة المغرب الدبلوماسية، حيث كانت المدينة التي يقيم فيها كل سفراء الدول الأجنبية، تشبع منها اليوسفي ثقافة الانفتاح عن العالم باختلاف أجناسهم وثقافاتهم ودياناتهم.

في الأربعينات عاشت عائلة اليوسفي حادثة صعبة لم يتاجر بها يوما طيلة حياته، والتي ساهمت في تشكيل شخصيته النضالية وهي الاختفاء القصري لشقيقه الأكبر "عبدالسلام" الذي كان معروفا بنضاله، حيث كان يعبر علانية عن مناصرته للحلفاء أثناء  الحرب العالمية الثانية، كما أنه كان معروفا بتمرده ضد ديكتاتورية الجنرال فرانكو بإسبانيا.

بعد حصول اليوسفي على شهادة الإبتدائية، انتقل سنة 1942 إلى مراكش لاستكمال المرحلة الإعدادية، ولكن وبعد أن قاد إضرابا ضد إدارة المدرسة طرد منها لتقع عليه عين الزعيم السياسي "المهدي بنبركة" ويستقطبه إلى "الحزب الوطني" والذي أصبح فيما بعد "حزب الاستقلال"، ويبدأ مشوار حافل للزعيم "سي عبدالرحمن اليوسفي".

درس اليوسفي القانون، وحصل على "ماستر" كما حصل أيضا على دبلوم من المعهد الدولي لحقوق الإنسان، دراسته القانونية أهلته أكثر للعمل السياسي والحقوقي والنقابي، حيث دافع عن حقوق العمالة المغربية خلال إقامته بفرنسا بين سنتي 1949  و1952.

وبعد سنوات، عاد اليوسفي سنة 1959 إلى المغرب ليشغل منصب نقيب المحامين ثم بعد بعد ذلك كاتبا عاما مساعدا لاتحاد المحاميين العرب من 1969 إلى 1990.

كان اليوسفي واحدا من أهم منسقي حركة المقاومة وجيش التحرير المغربي، فقد كان صاحب بروفايل قوي ونادر لكونه كان متمكنا من الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، كما كان أيضا صاحب فكرة إحياء ذكرى 20 غشت وإعطاءها صفة "ثورة الملك والشعب".


ومن بين الأدوار السياسية المهمة التي لعبها "اليوسفي"، عندما اختُطِفت طائرة مغربية حاملة لقادة جزائريين في اكتوبر 1956 من طرف فرنسا، وهم في طريقهم إلى تونس لحضور قمة مغاربية والتي كان سيحضرها الملك الراحل محمد الخامس والرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، ليصبح اليوسفي محامي القادة الخمسة المعتقلين والمتكفل بالعملية، وعندما قررت المخابرات المصرية تنفيذ عملية اختطافهم من داخل سجنهم بالجنوب الفرنسي والذي كان عبر الحركة الوطنية المغربية، قوبلت بالرفض من القادة المعتقلين، مما تسبب في اعتقاله وطرده من مدينة باريس.

السنوات الطويلة التي قضاها اليوسفي في  المعارضة السياسية والعمل النقابي والدفاع عن الوطن، جعلته يعتلي مكانة خاصة عند المغاربة ويحظى بثقة الملك الراحل الحسن الثاني ليعينه على رأس حكومة التناوب سنة 1998.

كما حظي عبد الرحمن اليوسفي بعناية خاصة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، إذ زاره مرتين في عام 2016 بالمستشفى عندما أصيب بالتهاب رئوي، ونشرت حينها صورة للملك محمد السادس في زي غير رسمي، وهو يقبّل رأس عبد الرحمن اليوسفي، 
وفي العام ذاته، أطلق أيضا الملك محمد السادس اسم عبد الرحمن اليوسفي على شارع في مدينة طنجة، مسقط رأسه.

أما عن حياته الخاصة، فقد كان اليوسفي متزوجا من السيدة هيلين يونانية الأصل، وبقرار منه لم يسعى للإنجاب بسبب تعرضه الدائم لمخاطر السياسة حسب اعتقاده، ليبقى عبدالرحمن اليوسفي وبعد أن رحل عن عمر 96سنة، الصورة الجميلة للمغرب الحديث وإرثا تاريخيا عظيما يحكى عنه للأجيال القادمة.


اترك تعليقك

Top