أشرف فاروق يكتب:
[بعد ٥٠ سنه من الفراق يحن ويرجع إلى موطنه الفيوم].
نعم إنه الحاج حسين عبد العليم الهاين إبن قرية الهاين التابعة لقرية الريان-مركز يوسف الصديق-الفيوم؛ والذى غاب عن أهله قرابة النصف قرن من الزمان؛حكايةً ولا فى الأحلام فما القصة يا سادة.
بداية الحكاية:
جاء ذلك عندما سافر الشاب_ حسين عبد العليم الهاين وهو فى عنفوان الشباب إلى دولة ليبيا الشقيق؛ وكان ذلك فى عام ١٩٧٤م حيث كان عمره ٱنذاك ١٩عاماً؛وعلى حين غرة غافلَ الشاب حسين والديه وأشقائه وأهله وعزوته وغادر قرية الهاين موطنه الذى نشأ وترعرع فيه.
إصرار وتحدى:
إنه نفس الشاب الذى غافل الجميع وترك بنى وطنه؛ لكنه وضع نصب عينيه وقبلته الحقيقية الجماهيرية الليبية العُظمى بصفتها أقرب الدول لمصرنا العزيزة الغالية على قلوبنا؛وفى سريرة نفسة أصرَ على الرحيل والسفر إلى خارج حدود الوطن؛ مهما كلفه ذالك الأمر حتى ولو فقد حياته أغلى ما يملك؛ مقابل الإصرار والتحدى فى سبيل بناء النفس وتعزيز الذات.
المغامرة والتضحية :
لم يسافر الشاب حسين بطريقة شرعية فى ذلك الحين وذلك نظراً لقلة المال معه؛ فما كان به إلا أنه تسلل عبر دروب الصحراء المتباعدة والمترامية الأطراف بدون حتى جواز سفر أو أية أوراق رسمية تدل على شخصيته وهويته؛حينها عانى الأمرين فالصحراء بين مصر وليبيا وعرة التضاريس مليئةً بالأشباح والذئاب الضارية؛ لكن مشيئة الله غلبة كل الصعاب؛ وبالفعل وصل إلى الأراضى الليبية بعد تعب ونصب وعناء وشقاء كبير.
العمل والإستقرار:
بعد أن وصل حسين إلى ليبيا عمل فى كل الحرف والمجالات والمهن كالمعمار والتجارة والزراعة وأسواق الخضروات وحتى أعمال الحفر القاسية؛وما كان به إلا أنه فكر فى الزواج والإرتباط وبالفعل تزوج وعمره ٣٤ عاماً من أحد النساء الجميلات من سليلات وأحفاد شيخ المجاهدين عمر المختار؛ وأنجب منها العديد من الأولاد وبعد مرور الأعوام والشهور والأيام أنساه الشيطان التواصل مع أهله وأقاربه بالفيوم.
حيرة أهله وذويه:
لم يتأخر أهله وأقاربة وذويه من البحث عنه فى كل ربوع مصر لسنوات عديدة؛ وبذلوا الغالى والنفيس فى سبيل إيجاده لكنهم لم يحالفهم الحظ وباءوا بالفشل؛ ولم يفقدوا الأمل فى رجوعه ولو للحظة واحدة بالرغم من مرور نحو نصف قرن على فراقه.
المفاجأة الكبرى:
فلقد فوجئ أهالى قرية الهاين برجل كبير فى السن شايب الرأس طويل القامة؛ يُقارب عمره إل ٧٠ عاماً ينظر إليهم وكأنه يعرفهم ويتأمل فيهم؛مما أدى أمره إلى إستغراب الأهالى فقام أحدهم بسؤاله ألك حاجةً نقضيها لك فقال لهم لا إنما أريد أهلى قالو ومن أهلك حينها أخبرهم عن إسمه وأنه {حسين عبد العليم الهاين}.
فرحة وإستغراب ودموع:
ذاع الخبر وإنتشر فى كل أرجاء القرية بعد أن تعرف عليه أخوه الأكبر الحاج محمد عبد العليم الهاين وأبناء عمومته نظراءه فى العمر ورفقاء طفولته؛ وغمرت السعادة والفرحة والسرور جموع أقاربه وذويه والقرية كلها؛وإرتفعت أصوات الزغاريد وتناوب الشباب على توزيع المشروبات الغازية الباردة ومختلف أنواع المشروبات الساخنه؛وحمدوا جميعهم الله على عودة إبنهم الغائب عنهم منذ حوالى ٥٠ عاماً من الغُربة والفراق المُر.
وأردف أخيراً يقول:
وكانت الدموع تملأ عينيه؛ أننى أتيت إلى مصر وتركت أولادى وكافة أملاكى بليبيا؛ بعد أن إنتابنى حنين الشوق إلى وطنى؛والٱن أعمل جاهداً دون كلل أو ملل فى إستخراج أوراقى كى أعود إلى ليبيا مجدداً وأصفى أملاكى وأرجع مرةً أخرى إلى وطنى وموطنى لأقضى باقى أيام حياتى أنا وزوجتى وأبنائى وسط كنف عائلتى وأشقائى وقريتى.
وفى هذا الصدد:
قمت أنا الصحفى أشرف فاروق مراسل قناة أخبار السياسة والطاقة بالفيوم بإجراء حوار صحفى مع الحاج حسين عبد العليم الهاين؛وذلك فى حضور أخوته وأبناءهما والذين أعربوا لنا عن سعادتهم العارمة للقُياه بعد حنينه وعودته لبنى وطنه الفيوم؛ ولم نتمكن من تسجيل فيديو لايف معه نظراً لإرهاقه وتعبه الشديدين من عناء السفر فلذلك أجرينا الحوار فقط.
اترك تعليقك