بوركينا فاسو
لماذا سانكارا أعظم رئيس من أبطال ما بعد الاستقلال؟ هنا 20 إنجاز حقّقه خلال 4 سنوات فقط من الحكم.
1 -علاج وتحصين 2.5 مليون طفل من بوركينافاسو ضد التهاب السحايا والحمى الصفراء والحصبة.
2- رفع معدل الإلمام بالقراءة والكتابة من 13٪ عام 1983 إلى 73٪ عام 1987 .
3. زرع في وقته- الذي يعتبر مبكرًا لنقاشات حماية البيئة- عشرة ملايين شجرة لمكافحة التصحّر.
4. بنى طرقا وخط سكة حديد دون أية مساعدة خارجية لا من أوروبا ولا من آسيا، بل الاعتماد على النفس وإخلاص البوركيني.
5. وظّف النساء في الحكومة والجيش دون تمييز، وكان يؤمن أنّ للكل مقدرة ومساهمته في تطوير البلد ما رغب في ذلك، ذكر أو أنثى .
6 - أصدر قانونًا رئاسيًا يحظّر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والزواج القسري.
7. باع جميع السيارات الحكومية الغالية من أنواع مرسيدس وجعل من سيارة رينو 5 (أرخص سيارة في ذلك الوقت) سيارة خدمة الوزراء ليستخدم المال المقتصد في ميزانية الدولة.
8. قام بتخفيض رواتب موظفي الخدمة المدنية، بما في ذلك موظفيه في الرئاسة ليستخدم المال في بناء الوطن، ومنع الوزراء من استخدام السائقين الخاصين إذا كان معه رخصة، وعدم شراء تذاكر الطائرة من الدرجة الأولى.
9. استردّ الأراضي الزراعية من الإقطاعيين ليقدمها للفلاحين، بحيث أنه في 3 سنوات ، ارتفع إنتاج القمح من 1700 كجم للهكتار إلى 3800 كجم للهكتار ، مما جعل البلاد مكتفية ذاتيًا على خطة الغذاء.
10. عارض المساعدات الخارجية مذكرا بأن "من يطعمك يسيطر عليك".
11- دعا إلى جبهة أفريقية لتسديد ديونها الخارجية، كي لا تبقى أفريقيا في حلقة الديون المفرغة للغرب، فهي أداة استعباد.
12- في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو ، حوّل مخزن إمدادات الجيش إلى سوبر ماركت مفتوح للجميع (كان أول سوبر ماركت في البلد).
13. حث موظفي الخدمة المدنية على دفع راتب شهر واحد فقط من رواتبهم السنوي، للمشروعات العامة التي تخدم البلد كمردود مما تقدمه الدولة لهم.
14. رفض استخدام التكييف في مكتبه على أساس أن هذه الرفاهية لم تكن في متناول الجميع سوى حفنة قليلة من بوركينا فاسو؛ وإذا كان شعبي يعيش بلا تكييف أنا أيضا بلا تكييف.
15. كرئيس ، خفض راتبه إلى 450 دولارًا في الشهر وحصر أصوله في سيارة و 4 دراجات و 3 قيثارات وثلاجة وفريزر واحد فقط.
16. قام بتشكيل حرّاس شخصيين مكونين من سائقي دراجات نارية كي يوفّر المال.
17- حثّ المسؤولين في البلد أن يرتدوا ثوباً تقليدياً منسوجاً بقطن بوركينابي ومن خياطة حرفيين من بوركينا فاسو.
18- رفض تعليق صورته في الأماكن العامة لأنه ، حسب قوله ، "هناك 7 ملايين توماس سانكارا في بوركينا" فالكل توماس سانكارا والكل بوركينا فاسو.
19. يجهل الناس أنه عازف جيتار موهوب ، وهو من كتب النشيد الوطني الجديد بنفسه لبوركينا فاسو.
وهكذا وقبل كل شيء ، أثبت أن أفريقيا يمكنها أن تمضي قدما كبقية القارات إذا كانت مصممة على ذلك ".
20- قدم حياته لينقذ الحاضرين وحراسه يوم وفاته.
قصة بسيطة كيف تم اغتياله: تنحّوا جانبا كي لا تقتلو، إنّهم يريدونني أنا"
هذه آخر عبارة قالها توماس سانكارا يوم اغتياله. كل ما قدّم سانكارا من فكر سياسي وإنجاز وطني كان في 4 سنوات وشهرين و 11 يوم فقط. حيث توفّي وعمره (37) سنة،. بعبارة أخرى مات ولم يبلغ حتى أشدّه، يعني دون ال40.
الكلمات الأخيرة لتوماس سانكارا:
طوال حكمه رفض سانكارا دفع الضرائب الاستعمارية لفرنسا ، آمن بأفريقيا ، وغيّر اسم البلد من فولتا العليا التي أطلقها سدنة الاستعمار إلى "بوركينا فاسو" يعني بلد الناس الأحرار، وشجّع قادة إفريقيا الآخرين على عدم دفع ديون الأفارقة في صندوق النقد الدولي، وقال بصدد ذلك "نحن لسنا من كلّفناهم باستعمارنا، إذن لماذا يجب علينا دفع تلك الديون".
هذه التصريحات وغيرها، تدفع فرنسا لقتله، بمساعدة رجله الأيمن بليز كومباوري، كان أحد كبار مساعدي الرئيس توماس سانكارا ورفيق دربه، لكنّه في أكتوبر 1987 ، قاد انقلابًا قتل فيه سانكارا بدم بارد، في المقر الوطني. بدأ اجتماع سانكارا في الساعة 4:15 مساءً ، وكانوا بالكاد بدأوا الاجتماع عندما سمعوا طلقات نارية في الخارج في تمام الساعة 4:30 مساءً بالضبط. يؤكد التقرير أن اثنين من الحراس الشخصيين لتوماس سانكارا وسائقه الشخصي أول من ذاقوا الموت في ذلك اليوم على يد أعوان بليز. استمر إطلاق النار ولم يكن لدى الجميع في الاجتماع أي خيار سوى التخبّي والتغطّي، ففكر سانكارا على الفور في طريقة يمكنه من خلالها إنقاذ حياة الحاضرين معه في غرفة الاجتماع.
في تلك اللحظة التاريخية والمفصلية الحرجة، كان مساعده وعدد من محبيه لا يزالون إلى جانبه يريدون حمايته بأرواحهم، فقال عبارته المشهورة: "تنحوا جانباً ، إنّهم يريدونني".
رفع كلتا يديه وبدون أي سلاح، فذهب خارجًا ليلتقي بالذين هدفهم الوحيد هو اغتياله، وعلى الفور لما أرسل قدمه إلى الخارج، أغضب الانقلابين رؤية سانكارا في تظاهره البطولي وهو يحاول حماية مساعديه. فأفرغوا عليه رصاصاتهم
-
حتى آخر لحظه كان همه الوطن والمواطن. لهذا ولغيره لقّب بتاج الرؤساء. وهذه اللوحة في الصورة في فرنسا رسمه أحد معجبيه ليغيظ الذين اغتالوه!
إدريس آيات-قسم العلوم السياسية- جامعة الكويت
اترك تعليقك