الأخبار العاجلة
  • السبت, 27 ابريل 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
سيناء بوابة مصر الشرقية.. الجزء الثاني
الأربعاء 27 ابريل 2022 04:40 ص

 كتبت /جهاد يسرى صلاح 
الحلقة الثانية.....
سيناء بوابة مصر الشرقية.. الجسر الذي يربط قارتي أفريقيا وآسيا
من عصر محمد على حتى معاهدة السلام 
إن وضعية مصر القانونية وفق معاهدة لندن 1840 هي ولاية عثمانية ليست لها صفة قومية، ووضعية مصر الفعلية فهي دولة تحت الاحتلال البريطاني وهي السلطة الفعلية ، ويتولى إدارتها خديوي ألباني سليل أسرة محمد علي باشا.
ظلت مصر بمقتضى إتفاقية لندن 1840 ، و فرمان 1841 
تعاني من قيود قصرية منها :
 من الوجهة القانونية ظلت مصر ولاية عثمانية، مواطنيها عثمانيون ولم يتمتعوا بهوية مصرية منفصلة
 تجمع الضرائب لصالح الدولة العثمانية وتسك العملة بإسم  السلطان العثماني، 
 لم يمنح أي خديوي " أي والي على مصر" حق عقد إتفاقيات سياسية مع دول أجنبية ، ما عدا بعض الإتفاقيات المالية والتجارية الخاصة بالإدارة الداخلية المصرية. 
 لم يكن مسموحاً لخديوي مصر المساس بموضوع أرض الإقليم المصري.
 ليست له قدرة على إعلان حرب أو عقد إتفاقية سلام .
 وكنتيجة طبيعية لشكل العلاقة يمثل مصر في المحافل الدولية ممثل ومفاوض عثماني ،
     لم يكن للخديوي حق تعيين الممثلين الدبلوماسيين .
 فرض حظر على زيادة عدد أفراد الجيش المصري على 18.000 جندي، وهم جميعاً تحت الطلب العثماني، في أي لحظة للمشاركة مع الجيش العثماني في أي من الممتلكات العثمانية المترامية الأطراف. 
 يسير الجيش المصري تحت العلم العثماني.
 لم يمنح الخديوي حق منح الترقيات لكبار رجال الجيش المصري.
 رغم إحتلال مصر من قبل الجيش البريطاني منذعام 1882م  كانت الحكومة المصرية تورد للخزانة التركية سنوياً مبالغ بدون وجه حق ، مقابل  إدعائها بالقيام بدور ديني و عسكري في حماية دار الإسلام .
حادثة طابا (1906) : 
هي من الحوادث الشهيرة بشأن تعيين حدود مصر الشرقية .
ففي عام 1906 قررت سلطات الاحتلال البريطاني إنشاء نقطة دائمة عند العقبة،
فلم يجدوا ماء كافياً فتوجهوا إلي أم الرشراس علي الشاطيء الغربي لخليج العقبة،
فاعترضت الحكومة التركية علي ذلك ورفضت طلباً بريطانياً لتحديد حدود مصر علي أساس أن مصر ولاية عثمانية ولا حاجة لرسم حدود بينها وبين الولايات الأخري،
ولكن السلطات البريطانية أرسلت قوة صغيرة بقيادة ضابط مصري رابطت عند طابا،
وبدأ جدل مع الحكومة التركية رفضت خلاله مصر برقيات السلطان العثماني إلي خديو مصر .. كما رفضت سحب القوة المصرية من طابا .. وأكدت أن حدود مصر تنتهي بالعقبة بما في ذلك موقع طابا بالطبع .
وتأزم الموقف بشدة وهدد بإنفجار عسكري علي الحدود بعد مناوشات تركية وتعزيزات من الطرفين.
 فوجهت بريطانيا إنذاراً شديداً إلي تركيا لسحب أي وجود تركي في طابا ،
 ثم توسع الأمر ليشمل مناوشات في رفح وإعتداءات تركية عليها . 
وأنتهي الأمر برضوخ السلطات التركية وتسليمها بحدود مصر الشرقية من رفح إلي
رأس خليج العقبة .. وأنسحبت القوات التركية علي الفور من طابا ونقب العقبة.
 وتمت إقامة أعمدة علي طول خط الحدود وإقامة نقاط شرطة علي طول مراكزه 
دور شبه جزيرة سيناء فى الحرب العالمية الأولى
 ( 1914 – 1918) 
لاشك أن شبه جزيرة سيناء لعبت دوراً إستراتيجياً ومحورياً لحسم المعارك الأخيرة بين دول وسط أوروبا ودول الخلفاء.
نتيجة لقرار فرض الحماية البريطانية في 18 ديسمبر 1914إستغلت بريطانيا موقع مصرفى: 
إجبار مصر على المساهمه بمجهود حربي كبير في حرب ليست على أرض مصر في جبهتها الشرقية فقط، وإنما أيضاً على الحدود الغربية، وعلى الحدود الجنوبية، بل وصولاً إلى ميادين القتال في فرنسا، والدردنيل، وجاليبولي، وشبه الجزيرة العربية والعراق.
أقامت القيادة العسكرية البريطانية في 14 أغسطس 1914، مراكز رصد ومراقبة في أقصى جنوب الحد الشرقي وبالتحديد في طابا ورأس النقب،
تقوم  المراكز بتقديم تقارير بتحركات القوات التركية، مما ساعد بريطانيا على إتخاذ قرارات في صالحها ،جعل شبه جزيرة سيناء هي أهم المحطات العسكرية.
اعلانت القوات البريطانية شبه جزيرة سيناء، هي أرض العبور المشرق العربي.
أعلنت الأحكام العرفية في مصر.
السيطرة على المصريين واستغلال خيرة شبابها وسواعدها في لخدمتها ولخدمة الحلفاء. رأت القيادة العسكرية البريطانية في بداية 1915 ضرورة إخلاء شبه جزيرة سيناء         ( نظراً لإتساع شبه جزيرة سيناء ووعورة أراضيها وصعوبة إختراقها ) فقد أمرت بإخلاء سيناء مؤقتاً لتستفيد من صحراء سيناء كحاجز قاسي يصعب إجتيازه بسهولة للأسباب الأتيه :
1- بُعد القوات التركية عن المركز القيادي ومركز الأمداد والتموين.
2- طول وصعوبة الطريق في سيناء مما ينهك القوات.
3- صعوبة حمل المعدات العسكرية، والأسلحة والذخيرة والمؤن والمواد الأساسية للإعاشة لمسافات كبيرة وصعبة الإجتياز.
4- أمرت بإغراق الأراضي بمياه البحر قبالة بورسعيد على طول 45 كيلو متر، 
5- حفرت الخنادق على ضفة القناة الشرقية من القنطرة في إتجاه الجنوب 
6-عززت المواقع بقوات كبيرة بخمسين ألف جندي ، وحشدت 40 ألف جندي في الزقازيق، وكل هذا تحميه من الأمام متاريس متينة وأسلاك من الحديد على طول القناة من بورسعيد إلى بورتوفيق.
7- وعضدت الجيوش ببعض المدرعات الحربية في بحيرة التمساح، وقطارات سكة حديد تمر من بورسعيد والسويس، وإستعانت بالطائرات الإستطلاعية لكشف تحركات القوات التركية وللإنذار المبكر.
8- إعداد ساحة القتال من حيث بناء الحصون والاستحكامات العسكرية، والمخازن للأسلحة والذخيرة، مخازن للمؤن، ومد أنابيب المياه وخلافه. 
ونظمتهم في فيالق عمال تعتمد على العمل اليدوي والبدني لتعبيد الطرق، ومدن السكك الحديدية، وحفر الآبار وحفر الخنادق، ومد أنابيب المياه.
9-كما إستعانت القيادة العامة البريطانية بالقاهرة بالفلاحين والعمال والهجانة والجنود المصريين على الأصح سخرتهم لإقامة التحصينات ونقل المعدات والمهمات والذخائر. 
كذلك سخرتهم مجموعات لنقل المهمات من نهاية السكك الحديدية إلى الخطوط الأمامية.
10- منذ أواخر 1915، والعمال المصريون مسخرون في مضاعفة الخط الحديدي الممتد من الزقازيق-الإسماعيلية لتسهيل نقل القوات البريطانية والعتاد الحربي إلى منطقة القناة، وأتسع نطاق عملهم في رصف الطرق في الأراضي الصحراوية على الجانب الشرقي لقناة السويس، وعبدوا الطرق وبنوا الخزانات، وأقاموا مخازن الأسلحة والذخيرة، وأقاموا خطوط البرق والتليفون وأنشأوا التحصينات، أي أعدوا أرض المعركة وجهزوها لتسير القوات الامبراطورية، وكان لهم الأجر الزهيد والنصيب الأوفر من القهر والسخرة.
أي تمهيد الميدان تمهيداً لإدارة معارك مضمون الإنتصار بها ومحسومة النتائج وبذلك أصبحت مصر ( بورسعيد والإسماعيلية والسويس مناطق حرب )، ووضعت تحت الحكم العسكري، وكانت قناة السويس خط مواصلات الحلفاء.
 والإسماعيلية والقنطرة قواعد عسكرية للقوات البريطانية كخلفية إستراتيجية لتحرير شبه جزيرة سيناء
بدأت مشاة القوات العثمانية مهاجمة نقطتي الدفرسوار (طوسون) وسرابيوم فجر3 فبراير
سعياً إلى إجتياز قناة السويس على كباري نقالة تحت حماية نيران مدافع مكسيم. 
واجهتها المدفعية البريطانية بالتعاون مع قطع الأسطول الراسية في مياه قناة السويس، وأضطرت القوات التركية إلى الإنسحاب في الساعة الثالثة ظهراً، وأسرت عدداً كبيراً من الضباط والجنود الأتراك فضلاً عن عدد القتلى. 
معركة القناة في 3 فبراير 1915
إتخذ القائد التركي جمال باشا طُرُقاً داخلياً في قلب شبه جزيرة سيناء تفادياً لبحرية قوات الحلفاء ، واتخذ طريق القدس- بئر سبع ، وجعل بئر سبع مركز الحملة على مصر، وهناك قسم جيشه على ثلاثة محاور:
1- المحور الأول من المتطوعين السوريين والبدو لإحتلال العريش- قطية  لمهاجمة القناة عند كوبري القنطرة.
2- المحور الثاني من المتطوعين عرب الحجاز، وفرق من الشام والمركز نخل في اتجاه السويس لمهاجمة القناة عند كوبري السويس.
3- المحور الثالث يقودها جمال باشا مع جيش كبير في اتجاه طريق الإسماعيلية لمهاجمة القناة عند كوبري الإسماعيلية مارا على: بئر السبع، الخلصة، العوجة، الروافعة، جبل لبني، الجفاجفة، فالخبر شمال جبل أم خشيب.
وعند وصول القائد العثماني إلى(الخبر) قسم جيشه إلى قسمين قسم متجه نحو(بئرالمحدث) لمهاجمة الإسماعيلية عند الكوبري، والقسم الآخر وهو الأكبر إلى كثيب النصارى في إتجاه سرابيوم والدفرسوار.
هذا وفي أثناء زحفه على الإسماعيلية، زحف الجيش الذي أرسله بطريق العريش لمهاجمة القناة عند القنطرة، والجيش الذي أرسله بطريق نخل لمهاجمة قناة السويس، فهاجم القناة من القنطرة والإسماعيلية وسرابيوم والدفرسوار والسويس في وقت واحد.
في يناير 1915 وصلت القوات العثمانية إلى ضفة القناة، وحاولت العبور في الليل
 بين 2 و3 فبراير، إلا أن القوات المصرية - البريطانية صدت هذا الهجوم.
كانت القيادة العسكرية البريطانية على أهبة الإستعداد لصد الهجوم العسكري                 التركي - الألماني على مصر، 
كان يقود القوة المصرية الأميرالاي/ أحمد حلمي، الذي ترك الجيش التركي يقترب منه حتى يكون في مرماه، وترك القوة التركية تنزل زورقين في القناة، ثم هاجم القائد وتمكن من هدم الكوبري، وضحى بنفسه ومات في هذه المعركة بعد أن أدى دوره الوطني. 
كان أشد هجوم للقوات العثمانية في سرابيوم، فقد وجهت نيرانها الكثيفة على مواقع القوات الوطنية والمدرعات في بحيرة التمساح، ونجحوا في إصابة السفينة هاردنج بقنبلتين ولكن ردت عليهم القوات البريطانية بعنف مما أجبرهم على الإنسحاب والتقهقر.
 وأوقف الهجوم التركي إلى شهر أغسطس عام 1916 قاست القوات التركية الشدائد في إختراق شبه جزيرة سيناء، ولاقت مقاومة كبيرة وإستعدادات ميدانية هائلة، لذلك قرر جمال باشا عدم معاودة مهاجمة القناة مرة أخرى إلا إذا أعد حملة قوية مجهزة بالمعدات والمدافع والعدد الكافي من الأتراك والألمان بعد مد سكة حديد بقدر المستطاع في الصحراء.
وأعقبت ذلك معركة الطور، فقد حدث في شهر يناير 1915 أن وصل جيش جمال باشا - القائد العسكري التركي - إلى نحل بقوة حوالي 70 رجلا لحصار مدينة الطور، بقيادة ضابط ألماني "جورج قندس" ومعه البكباشي حسين فوزي من ليبيا - مدينة بني غازي. 
غير أنه عند وصوولهم الطور، وجدوا أن بها حامية تتألف من مائتي جندي وأنه ليس من السهل الإستيلاء عليها ، فأرسلت تطلب أمداداً من الأفراد والماء والعون.
 وعندما علمت القوة المصرية المرابطة بوصولهم هاجمت القوة العثمانية وفاجأتهم بالقتال وهزمتهم. 
كانت القوة المصرية تحت قيادة اليوزباشي مصطفى حلمي ، وضباط آخرين مصريين وقوة قدرت بحوالي مائة وخمسين رجلاً.
وبذلك إحتلت القوات البريطانية بعد الحرب جانبي الخط الفاصل ولم يتمكن الأتراك من العودة.
وأعلنت شبه جزيرة سيناء، هي أرض العبور التي تقدمت عليها القوات المتحالفة نحو فلسطين في أواخر عام 1917، وذلك بعد أن سقطت العقبة في يوليو 1917 في يد عرب الحجاز. 
وبمقتضى معاهدة لوزان الموقعة في 24 يوليو 1923، ( والتي نسخت معاهدة فرساي التي وقعت في 28 يونيو 1919 والتي لم تدخل في حيز التنفيذ)
 تنازلت تركيا عن كل حقوقها وأسانيدها على جميع الأقاليم التي تقع خارج الحدود التركية وفق ما جاء بالاتفاقية، وأعلن أن هذا أصبح ساري المفعول بالنسبة لمصر والسودان إعتباراً من 5 نوفمبر 1914، وهو التاريخ الذي أعلنت فيه بريطانيا الأحكام العرفية في مصر.
كان من نتائج الحرب العالمية الأولى أن أعلن الإنتداب البريطاني على فلسطين في 6 يوليو 1921، وبدأ تنفيذه في 29 سبتمبر 1923 بعد أن دخلتها وأستقرت بها قوات اللنبي، فأصبح النفوذ البريطاني يمتد على مصر من أقصى نقطة لها على الحدود الغربية حتى آخر نقطة حدودية مصرية وأمتد ليشمل فلسطين القطر المجاور والملاصق للحد الشرقي المصري.
كانت شبه جزيرة سيناء في الإستراتيجية البريطانية بين الحربين هي أرض العبور إلى فلسطين، وأداة الوصل والتواصل الجغرافي والعسكري الممتد من مصر إلى فلسطين، وأصبحت شبه جزيرة سيناء أي مصر بأكملها من المنظور السياسي - آمنة من أية تهديدات خارجية.
 أما التهديد الذي يؤرق بريطانيا فقد كان داخلياً، فقد قامت ثورة 1919، وسعت مصر للحصول على إستقلالها من الحكم البريطاني بعد الحرب، وكانت الحجة البريطانية هي حماية قناة السويس، حتى قامت بريطانيا بإنهاء نظام الحماية على مصر وأعترفت لها بالإستقلال في 28 فبراير 1922، إلا أنها أحتفظت لنفسها بأربعة بنود تتصل بمصالحها وهي :-
( الدفاع عن مصر-  تأمين خطوط المواصلات - حماية الأقليات والأجانب – والسودان ). 
كان البند الأول والثاني يعني حماية قناة السويس، وخلفيتها العسكرية شبه جزيرة سيناء.
أيضاً هناك أمر مهم وهو أن الإستعدادات العسكرية إستلزمت إنشاء خط للسكك الحديدية أمتد من منطقة قناة السويس إلى فلسطين، وعلى إثر الحرب كان هذا الخط يربط بين القنطرة وحيفا ، والأمر المستغرب وهو أن الخط الممتد من القنطرة إلى رفح على حدود مصر الشرقية ظل ملكاً لحكومة فلسطين رغم وقوعه في الأراضي المصرية، وتم انشاؤه بأيد وأموال ومستلزمات الخط الحديدي من خطوط حديدية، والعربات والقطارت كلها مصرية.
كان من المفترض أن يرجع الخط لمصر، ولكن السلطات البريطانية تنازلت عنه لسلطة الإنتداب في فلسطين، ولم تنتبه لذلك الحكومات المصرية لإنشغالها بقضيتها الرئيسية وهي التحرر والإستقلال. 
أن لهذا الخط الحديدي أهمية كبيرة، حيث هو الخط الوحيد الذي يخترق شبه جزيرة سيناء، وله أهمية إستراتيجية مهمة، حيث إن المطالبة بالإستقلال قد تنجح ، وتطرد القوات المحتلة من مصر، لذا فقد تم التنازل عنه لسلطة الانتداب البريطاني في فلسطين حتى يكون كآداة إستراتيجية هامة ضد مصر في حال نجاح مساعيها في الحصول على الإستقلال الوطني وطرد المستعمر البريطاني منها. ولتأكيد سلطة الإنتداب البريطاني على فلسطين، ولتأكيد عملية التنازل الفعلي عن الخط، فقد فرضت على المصريين المسافرين إلى العريش أو رفح أن يقدموا إلى السلطات الفلسطينية جوازات سفرهم لا على حدود مصر-فلسطين وإنما على حدود الدلتا في القنطرة.
 معنى هذا أن بريطانيا أرادت ربط مصير شبه جزيرة سيناء في مصر بفلسطين، وأن تكون شبه الجزيرة منطقة عازلة يمتد فيها النفوذ البريطاني لا من مصر المنادية بالإستقلال بل من فلسطين التي دخلت منطقة الإنتداب البريطاني بعد مصادقة مجلس عصبة الأمم 
في( 24 يوليو 1922)
ولكن ظل الحد الفاصل بين مصر وفلسطين مصاناً ولم يمس، حيث أتصف هذا الخط بالقدسية ليس على إمتداد سنوات الحرب العالمية الأولى، وإنما منذ أن تم بناؤه عام 1906، فرغم إمتداد الوجود العسكري البريطاني على مصر وفلسطين، إلا أنه في عام 1926 طلب المندوب السامي البريطاني في القاهرة اللورد/ لويد من رئيس الوزراء المصري/ أحمد زيور باشا، الإعتراف بالوضع الجديد للإنتداب في كل من فلسطين والعراق، ومقابل هذا الإعتراف هو معاملة تفضيلية لأبناء مصر.
 ربط زيور باشا إستجابته بالمطلب البريطاني بموافقة حكومة لندن على أن الحدود بين مصر وفلسطين لن تتأثر بتعيين حدود فلسطين من خلال مكاتبة من وزير الخارجية البريطانية في 25 يوليو 1926 إلى عبد الخالق باشا ثروت وزير خارجية مصر وهو ما يعتبر إعترافا بالحد الفاصل الدولي، وذلك ما يعني بوضوح بقدسية الحد الشرقي المصري وتمسك مصر بعدم المساس بحدودها تحت كل أنواع الضغوط أو المطالب العسكرية. 
كان موقف حكومات مصر هو أن الحدود الثابتة غير قابلة للتعديل ، ولا تتأثر بأي مستجدات على الساحة السايسية أو الساحة العسكرية.  ....... وللحديث بقية
    


اترك تعليقك

Top