*الأمن الغذائى العالمى فى خطر*
بقلم /د. وفاء على. استاذ الإقتصاد والطاقة
*******
سارت الأمور فى الاتجاه الطبيعى باتخاذ روسيا ورقة القمح كوسيلة ضغط على الغرب وحلفاؤه بعد الأحداث الأخيرة ورفضت روسيا تمديد العمل باتفاقية الحبوب ووقعت الكرة فى ملعب الاتحاد الأوروبي الذى يقول أن الأمن الغذائى العالمى فى خطر وأن السبب هى موسكو وسياستها المتسلطة وبدأت تصدر رسائل الى الدول المتضررة من نقص إمدادات القمح أن روسيا هى سبب تعاستهم أما روسيا فتقول أنها ستعود إلى الاتفاقية عندما تلبى طلباتنا لقد تم تمديد الاتفاق ثلاث مرات أما الرابعة باءت بالفشل هذه المرة,, الاتفاقية التى سمحت بموجبها بتصدير ٣٣ مليون طن من الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود لمضيق البسفور التركى ثم إلى العالم منذ بداية الاتفاق بواقع ٥ ملايين طن من الحبوب شهريا وسريانه ١٢٠ يوماً مع إمكانية التمديد تحاول تركيا التوسط مرة أخرى ولكن الاتحاد الأوروبي يصف روسيا بالأنانية بينما سحبت روسيا ضمانات السلامة الملاحية فى البحر الأسود وتقول مصادر الكرملين أن تمديد صفقة الحبوب يحتاج إلى نتائج ملموسة وعلى أثر هذه التصريحات ارتفعت العقود الآجلة للقمح والحبوب نتيجة التهديد بإلغاء الاتفاقية بعدما هدأت اسعار القمح عالميا فى الفترة الأخيرة أثناء سريان الإتفاق
لا شك أن السلة العالمية ستتأثر بأسعار القمح وروسيا تعيد ترتيب أوراقها ومنها ورقة القمح *فموسكو تقول إن الاتفاقية انتهت بالنسبة لنا*
حتى مع ثقة تركيا بعودة الإتفاق فبوتين يرسم تكتيك تفاوضى جديد وسيرى العودة عندما يرى نتائج
الأمر على مرأى ومسمع من العالم كله ولكن كل طرف يبحث عن مصلحته هو فقط, أن روسيا وأوكرانيا تمتلكان حوالى ٣٠% من حبوب العالم فهل تعود روسيا لتمديد الاتفاقية أم ستترك قمح أوكرانيا يتعفن كذلك سيكون وصول الحبوب الى الدول التى تحتاجها أكثر صعوبة وأصبح خبز العالم فى خطر تحت رحمة تمديد الاتفاق من عدمه وحسنا فعلت مصر عندما انسحبت من اتفاقية الحبوب الدولية التابعة للأمم المتحدة لأنها لاتنطوى على قيمة مضافة وأدركت مبكرا أهمية الاحتياطي الآمن والسعات التخزينية وتنويع مصادر مصادر الاقماح
والسؤال الهام ماذا ينتظر العالم الاستجابة لمطالب روسيا أو يستمر الغرب فى إرسال إشاراته السلبية الى شعوبهم أن بوتين سبب تعاسة الجميع
اترك تعليقك