كتب/شحاته زكريا
في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم ، تبدو الحاجة ملحة إلى إعادة صياغة مفهوم التنمية ، ليس فقط كمشروع اقتصادي أو رؤية استراتيجية ، ولكن كمبادرة تعيد بناء الإنسان والمجتمع معا .. فالمجتمعات التي تنهض هي تلك التي تدرك أن بناء الفرد القادر على مواجهة التحديات هو اللبنة الأولى لأي مشروع تنموي حقيقي.
إن ما تشهده مصر من مشروعات كبرى ليس مجرد خطوات تستهدف تحسين مؤشرات الاقتصاد ، بل هو توجه استراتيجي يسعى لخلق بيئة تدعم المواطن ، وتتيح له فرصة المشاركة الحقيقية في بناء المستقبل. ورغم أن التحولات الكبرى قد تبدو في ظاهرها أرقاما ومعدلات نمو إلا أن جوهرها الحقيقي يكمن في الإنسان ذاته وفي قدرته على فهم هذه التحولات واستيعاب أثرها على حياته اليومية.
المجتمع اليوم بحاجة إلى أن يكون شريكا في صناعة التغيير وأن يدرك أن النجاح لا يتحقق فقط عبر السياسات الحكومية ، بل يتطلب وعيا مجتمعيا ، وثقافة تعلي من قيمة العمل الجماعي والتعاون المشترك. هذه المرحلة تحمل في طياتها تحديات كبرى ، لكنها في الوقت ذاته تفتح آفاقا واسعة لتحقيق تنمية مستدامة تعزز الاستقرار وتبني جسور الثقة بين المواطن والدولة.
إن الحديث عن المستقبل ليس مجرد استعراض لرؤى طموحة ، بل هو التزام بخلق واقع أفضل ، واقع يُمكّن الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة ، ويمنحهم الفرصة للمشاركة الفعالة في بناء وطنهم. ومن هنا يصبح الاستثمار في الإنسان أولوية قصوى ، لأنه هو القادر على قيادة هذه التحولات،ط وتحويلها إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.
اترك تعليقك