📜الطيب صالح عبقري الادب العربي 📜
كتب /محمدعوض
نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي فلاحون فقراء ، ولكنني حين اعانق جدي أحس بالغني ، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه ، إنه قبس من أحرف الأديب العالمي الطيب صالح ، أحد أبرز وأشهر الكتاب العرب في القرن العشرين ، ولد بقرية كرمكول في إقليم مروي ،، ارض الحضارات بالسودان ، عام 1929 متلقيا تعليمه الأول والثانوي بها ، تفرد منذ الصغر بنجابته ، فكان الوحيد الحاصل على الثانويه العامة بين اقرانه في تلك القرية الوديعة ، إنتقل إلي العاصمة الخرطوم ليلتحق بكلية غوردون التذكارية لدراسة العلوم ، عمل فترة قليلة في قطاع التعليم بالسودان ، ثم سافر إلي بريطانيا فكانت انطلاقتة الأدبية المتفردة ، نهل من علومها الغزيرة ، لينال إجازة الشؤن الدولية بها ، شغل عدة وظائف في مجال الإعلام بهيئة الإذاعة البريطانية BBC ، في القسم العربي ، تدرج في العمل حتي ترقي إلي مدير قسم الدراما ، ليسوقه شحذا إحساس الفقد والحنين ، للاستئناس بالقرطاس والدواية ، خاطا أحرفا من نور أسمته (عبقري الأدب العربي) بكتاباته المتفردة في ضروب الأدب المختلفة ، من كتابة المقال علي صفحات مجلة المجلة اللندنية ، في عموده الراتب تحت عنوان (نحو أفق بعيد) أبحر باخيلته الفذة إلي القصة القصيرة فجني ثمار (نخلة على الجدول ) مستلقيا علي ظلال (دومة ودحامد) وكان حضورا أنيقا في (عرس الزين ) القصة ألتي تحولت إلى دراما ليبيا ، وفيلم اخرجة الكويتي خالد صديق ، ليفوز به في مهرجان كان السينمائي ، يتفق كثير من النقاد والوراقين بأن أبناء النيل الاديبان مصطفي حقي والطيب صالح من مدرسة أدبية واحدة انتقلا من مجتمع القرية والحي الشعبي الصغير إلي خضم الحضارة الغربية ليتشابها حرفا ونشاة وهجرة ، فلم يضرهما العيش في جنات أوربا بل كان العكس صقلتهما بعلوم ومعارف وثقافات ، قطفا من بساتينها احسنها وتركو اسوءها دون أن تشوبهما شائبة او تغيرهم أضواء براقة فكانت روياتهم وقصصهم شاهدا علي ذلك الأثر الادبي الغني رفدا للمكتبات العربية والعالمية.
عفراء شيخ الدين الأحد 28 يوليو 2024 10:14 م
نشكر يراعك الأخاذ الذي أبحر بمخيلتنا في عوالم الاديب المتفرد الطيب صالح عبقري الأدب العالمي والعربي .