الأخبار العاجلة
  • الأحد, 24 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
العلمين حوار بين الأمس واليوم
الأحد 28 يوليو 2024 03:27 م

العلمين: حوار بين الأمس واليوم

كتب /شحاته زكريا 

على شواطئ العلمين حيث تلتقي رمال الصحراء بزرقة البحر المتوسط ، يدور حوار صامت بين الماضي والحاضر هنا حيث دارت رحى الحرب يوما ..  تنبض الحياة اليوم بإيقاع مختلف تماما ..

تخيل معي للحظة جنديا من عام 1942، يقف على هذه الأرض اليوم. ماذا سيرى؟ 

سيرى أبراجا شاهقة تعانق السماء .. حيث كانت خنادق الحرب سيسمع ضحكات الأطفال على الشواطئ ، بدلا من أصوات المدافع سيشهد حضارة تنهض من رماد الصراع.

هذا الجندي قد يسأل: "هل كانت دماؤنا ثمنا لهذا المستقبل؟" والجواب المؤلم والمفرح في آن واحد: نعم.

العلمين اليوم ليست مجرد منتجعات فاخرة ومباني حديثة. إنها درس في قدرة الإنسان على التجدد على تحويل الألم إلى أمل والدمار إلى إعمار.

في كل حبة رمل على شاطئ العلمين، تكمن قصة. قصة جندي ضحى بحياته، وقصة طفل يبني قلعة من الرمال اليوم .. وبين هاتين القصتين يكمن جوهر التاريخ الإنساني: القدرة على المضي قدما .. على البناء فوق أنقاض الماضي.

العلمين اليوم ليست نسيانا للماضي بل هي احتفاء بالحياة. إنها تذكرنا بأن الحروب مهما طالت تنتهي.وأن السلام مهما بدا بعيدا ممكن.

لعل أعظم انتصار للإنسانية ليس في ساحات القتال، بل في قدرتنا على تحويل مواقع الحرب إلى واحات سلام. العلمين اليوم هي شاهد حي على هذا الانتصار.

فلنتذكر ونحن نمشي على رمال العلمين اليوم، أن كل خطوة نخطوها هي خطوة نحو مستقبل أفضل. وأن أعظم تكريم لمن ضحوا هنا هو أن نعيش الحياة التي حلموا بها لنا.

العلمين ليست مجرد مكان على الخريطة. إنها رسالة للعالم: أن الحياة تنتصر دائما ، وأن الإنسان قادر على صنع الجمال حتى من رحم الألم.


اترك تعليقك

Top