الأخبار العاجلة
  • الجمعة, 22 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الكتاب الذى فجر ثورة فى عالم القانون
الأحد 26 يوليو 2020 01:44 ص جابراحمد سالم

الكتاب الذي فجّر ثورة في عالم القانون ...
يعتبر "سيزار بكاريا" (1738 – 1794) مؤسس المدرسة التقليدية في القانون الجزائي، أحد كبار فقهاء القانون الجزائي في إيطاليا والعالم .
نَشَرَ في العام 1764 كتابه ذائع الصيت «الجرائم والعقوبات» الذي يعتبر بحق ثورة في القانون الجزائي تحدث فيه بطريقة علمية عن علم الجريمة والعقاب، ونظراً لأهميته احتفلت إيطاليا في العام 1964 بالذكرى المائتين لصدوره .
وبالرغم من أن هذا الكتاب تمَّ نشره لأول مرة دون ذكر اسم المؤلف - لربما كان ذلك بسبب الخشية من ردود فعل عنيفة على الأفكار الجريئة التي تضمنها – 
ولكنه لقي نجاح واسعاً لدرجة طباعته ستة مرات خلال ثمانية عشر شهراً، وترجمته إلى اثنتين وعشرين لغة، وشارك الفيلسوف الفرنسي العظيم "فولتير" بنفسه في مقدمة الطبعة الفرنسية، 
وبعد سنتين على صدور الكتاب دعي بكاريا عام 1766 إلى باريس واستقبله الفلاسفة وعلماء القانون العام بحفاوة بالغة باعتباره أحد الفاتحين الذين غيروا وجه القانون .
أهم ما تضمنه هذا الكتاب مبدأ "شرعية الجرائم والعقوبات" الشهير الذي انتشر بكافة أنحاء العالم، ولا يكاد يخلو دستور في العالم منه، والذي ينص أنه:
"لا جريمة ولا عقوبة بدون نص قانوني"
كما هاجم بشدة التعذيب، وعقوبة الإعدام، والسلطة التقديرية التحكمية الواسعة للقاضي في اعتبار أي فعالية يراها جريمة، وفرض العقاب الذي تروق له عليها، فدعا بكاريا لأن يقتصر دور القاضي على تطبيق القانون فقط وليس صنعه كما كان الحال في العصور الوسطى في أوروبا.
كانت ردة فعل الأوساط التقليدية القانونية على الكتاب عنيفة، لدرجة وضعه ضمن قائمة الكتب المحظورة، وإدانته من قبل محاكم التفتيش في إسبانيا، ونشرت عدة مؤلفات في نقده ودحضه.
غير أن معظم الإمارات الإيطالية (حينها) تأثرت به وبادرت إلى إصلاح قوانين عقوباتها، ولم يحل عام 1789 حتى كانت أوربا كلها تقريباً قد ألغت ممارسة التعذيب الذي كان واسع الانتشار.
كما حرص (إعلان حقوق الإنسان والمواطن) الذي أصدرته الثورة الفرنسية سنة 1789 على تبني مبدأ بكاريا الشهير والنص في المادة الثامنة منه على: 
"لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون وضع قبل الجريمة وطبق على وجه قانوني"
وقد تأثر بأفكار الكتاب قانون العقوبات الفرنسي الصادر عام 1810، وقانون العقوبات الألماني الصادر عام 1870، وقانون العقوبات الإيطالي الصادر عام 1879 .
إضافة لذلك كله، فإن الأمر الذي يسترعي الانتباه والتأمل فعلاً أن "بكاريا" عندما وضع كتابه الذي أحدث هذه الثورة كان عمره 26 سنة فقط .


اترك تعليقك

Top