بدء فصل الشتاء

بدء فصل الشتاء 
هاله المغاورى 
احتل الفراعنه مكانه كبيره فى علم الفلك حيث قسموا السنه الى اربع فصول ( شتاء- ربيع - صيف - خريف ) وبتقنيه عاليه استطاعوا ان يشيدوا المعابد ويربطوها بظواهر طبيعية وذلك لتحديد أنواع  المحاصيل فكانت بمثابة امر إلهٓى للمزارعين .
ففى يوم 21 ديسمبر من كل عام يحتفل المصريين  ببداية فصل الشتاء وهو فصل الإنبات عند الفراعنه ، حيث تتعامد الشمس على معبد الكرنك  فى ظاهرة تعكس عظمة الفراعنه ومعرفتهم بعلوم الفلك وحركة الشمس وحركة الأجرام السماوية، حيث استطاعوا  معرفة خمسة كواكب على الأقل منهم فينوس والمريخ وذلك في عهد الدولة الوسطى.
وفى ذلك اليوم  تكون الشمس على أبعد درجة من مستوى خط الاستواء، وتكون متعامدة على مدار الجدى ، وعلى أدنى ارتفاع لها حيث تتعامد أشعة الشمس على محور المعبد بمجرد شروقها، وترتفع في مركز البوابة الشرقية للمعبد، والتى تقع على خط واحد مع البوابة الغربية، كما تضيئ الشمس فى ذلك اليوم وجة تمثال الإله «آمون وزوجته الإلهة موت»  ثم تدخل الشمس قدس الأقداس وتضيء القاعدة الحجرية التي كان يقف فوقها في الأصل تمثال الإله آمون رع رب الكرنك، وبعد ذلك تضيئ الشمس  موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة من حجر الألباستر، والتى تنتمى إلى عصور فرعونية مختلفة.
وجدير بالذكر ان هناك اختلاف بين تعامد الشمس على معبد الكرنك، وتعامدها على معبد أبو سمبل،  فمعبد أبو سمبل  معبد واحد منحوت في فترة واحدة، وبالتالي تم عمل دراسات محدود لتعامد الشمس عليه ، بينما الكرنك شهد إضافة مبانى أخرى على مدار العصور وحتى عصر الرومان،  والبطالمة الذين أضافوا معابد داخل الكرنك.
وقد اعتبر الباحثون  ان ظاهرة تعامد الشمس ظاهره مقصوده ودليلهم على ذلك  أنه في نفس التوقيت تتعامد الشمس في قصر قارون بالفيوم، على رغم أن كل منهما بني في عصرين مختلفين، أي أن هذه الظاهرة معروفة ومقصودة في حد ذاتها، مما يؤكد  أن الفراعنه عندما كان يبنوا لم يكن يبنون اعتباطاً، بل كانوا يختارون ويحددون مواقع بعينها  كي يواكبوا التغيرات الفلكية .
 وقد احتفل اهل الاقصر بهذه الظاهره اليوم الخميس /٢٠٢٣/١٢/٢١   من الساعة السادسة صباحا وحتى الثامنة صباحًا .