حكايات مغربية ..الحكاية الثامنة والعشرون ..عراب الدبلوماسيةالمغربية أحمد السنوسى

حكايات مغربية...الحكاية الثامنة والعشرين 

عراب الدبلوماسية المغربية احمد السنوسي 

هو ابن مدينة مكناس، هذه المدينة العتيقة التي شهدت أحداث تاريخية عظيمة عندما اتخذها السلطان اسماعيل عاصمة للبلاد، مدينة ولادة لرموز تفخر بها المملكة المغربية ابرزها عميد الدبلوماسية المغربية احمد السنوسي.

يقال عنه وطني غيور ورجل دولة يشهد له بالتفاني في خدمة المصالح العليا للوطن في مختلف المسؤوليات السامية التي تقلدها خلال مسيرته الحافلة.

كان لأحمد السنوسي مسارا أكاديميا مميزا، فقد كان أحد أعضاء الدفعة الأولى للطلبة المغاربة بمعهد الدراسات السياسية في باريس، دراسته هاته جعلته ينفتح على عالم السياسة مبكرا، أيضا تخصصه العلمي مكنه من فهم سير المؤسسات التي تمثل السياسة الخارجية لعدد من البلدان، ليصبح واحدا من أهم الشخصيات التي ساهمت في تأسيس النواة الأولى للخارجية المغربية وأيضا شبكة السفارات الأجنبية بالمغرب.

في منتصف السبعينات، بدأ أحمد السنوسي يراكم خبرة مهمة في مجال العلاقات الخارجية للمغرب استطاع أن يحصل على الثقة الكافية لتولي منصب سفير المغرب في عدة دول افريقية، كما كان من الشخصيات التي كانت ترافق الملك الراحل الحسن الثاني في جولاته الأوروبية أثناء انشغاله بقضية الصحراء قبيل الإعلان عن المسيرة الخضراء.

شغل السنوسي عدة مناصب أهمها رئيس وزراء خارجية المغرب ووزير الإعلام، كما تولى أيضا منصب السفير الممثل للمغرب لدى الأمم المتحدة حيث مكنت جهوده المملكة المغربية من أن تصبح عضوا في مجلس الأمن.

عرف أحمد السنوسي بولعه للفن التشكيلي وكتابة الشعر باللغة الفرنسية، كما أنه كان يكتب الزجل بالعامية المغربية لكن كتاباته ظلت حبيسة أدراجه.

كان آخر معرض لأعماله الفنية عام 2004 بالرباط بعنوان "أحلام وخيالات" الذي كان الأول من نوعه بعد ابتعاده عن العملية الدبلوماسية وكانت عبارة عن سجاد مطلي بطلاء بلاستيكي انجزه وخصص ريعه لجمعية خيرية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة...توفي عميد الدبلوماسية المغربية أحمد السنوسي بعد سيرة مشرفة عن سن يناهز 92 سنة.