حكايات مغربية..الحكاية الثلاثون..القيدوم خالد الجامعى .."الصحفى المشاكس"

حكايات مغربية...الحكاية الثلاثون 

القيدوم خالد الجامعي..."الصحفي المشاكس"

خالد الجامعي صحفي من طينة الكبار وأحد قادة الرأي العام بالمغرب، لا يمكن ذكر سيرته كشخص عادي فهو رمز من رموز الكلمة الحرة.

ولد خالد الجامعي بمدينة فاس سنة 1944، سليل الأسرة العريقة للمقاوم "بوشتى الجامعي" أحد رجال الحركة الوطنية، لقب بعدة ألقاب أبرزها "قيدوم الصحفيين المغاربة"، كاتب ومحلل سياسي ومناضل شهم عرف بمواقفه السياسية، مارس مهنة الصحافة بكل شجاعة وزهد وجرأة برؤية صادقة اتجاه الوطن.

كان صاحب تكوين دراسي فرنكوفوني بمؤسسات البعثة الفرنسية، جلبه الوزير العلامة محمد الفاسي ليعمل إلى جانبه في وزارة الثقافة المغربية ولأنه لم يكن ذلك الشخص الذي يلهث وراء المناصب لم يستمر طويلا في منصبه وانتقل إلى العمل الصحفي ليشرف على رئاسة تحرير جديدة "لوبنيون" اللسان الفرنسي لحزب الاستقلال.

لم يكن يؤمن بالخطوط الحمراء، لذلك كان المغاربة يحرصون على متابعة كتاباته والتي كانت لها شعبية كبيرة ومع انتشار الإعلام الرقمي، أصبح المغاربة يقبلون عبر الفيديو على أحاديثه الشيقة وتحليلاته التي تعكس مدى الخبرة الإعلامية والسياسية التي اكتسبها خلال مسيرته في مجال الإعلام والدفاع عن حركة الرأي.

كان خالد الجامعي رجلا عفيفا زاهدا في الدنيا، فقد ظل يسكن بيتا بسيطا، يجلس مع العامة ويتحدث لغتهم الراشحة بتعابير "اولاد الدرب" ( اولاد البلد)، بالرغم من تكوينه الفرنسي، كما أن مكتبه كان أشبه بديوان المظالم وطلب المساعدات فقد كان صاحب صدر رحب كما كان مستمعا وفيا لكل من يقصده.

تحتفظ الصحافة المغربية بسيرة عطرة لخالد الجامعي مكتوبة على صفحات ناصعة، فقد عاش طيلة حياته مدافعا صنديدا عن حرية الرأي والصحافة وكان رحيله بمثابة سقوط آخر غصن من شجرة كبار الصحفيين في المغرب ليرحل عن عالمنا في 01 يونيو 2021 عن عمر يناهز 75 عاما بعد معاناته مع مرض السرطان.