(منار السُودة ) 👇.....👈 وعم جمعه💕😍
هذه هي الكلمة التي كانوا يطلقونها عليّ في المدرسة الإبتدائية كنت في الصف الأول لا أنتبه ثم أصبحت أتضايق ...
اسمي منار ، عمري الآن 25 ﻋﺎمًا ،
أبي كان دومًا مسافر و أمي كانت من ترعاني أنا و إخواتي ..
المشكلة كانت تكمن في أنَّ ( نسمة و نور ) كانو بيض مثل أمي .. و أنا فقط سمراء مثل أبي !
أمي نفسها كنت أشعر أنها غير سعيدة بشكلي !
لطالما سمعت تعليقات جارحة ( أنتِ ليه مش حلوة زي أخواتك ؟ )
كنت أبكي .... سرًا ...
شعري منكوش ...
أسأل نفسي :
( ليه أنا بالذات الوِحشة البشعة ؟! )
الغريب أنني كلما سألت نفسي كلما ازددت وحاشة و قبحًا !
ليس لي أصحاب من كثرة ما أنجرحت .....
أصبحت أحب مضايقة البنات و أخذ أشيائهنَّ .. و أقرصهنّ !!!
كل فترة إدارة مدرستي تستدعي أمي ( منار بنتك غير مؤدبة )
أمي لم تعرف إلا الضرب ،
مرة و هي تضربني قالت :
( هو أنتِ مفيش حاجة فيكِ عِدله خالص ؟ طالعه لَهُ ؟ )😡
هي تقصد أني مثل أبي !!!
أرضاني أن أصبح المشاغبة اﻷولى في المدرسة ،
أحسست بأن لي بعض الأهمية و الشهرة و إن كانت بالخطأ ...
لا أحد يحبني .. الإخصائية الجديدة أستاذة ( مني ) تحاول أن تتحدث معي ....
كل أخصائية تحاول علاجي يستفزني هذا أكثر و أكثر ، أنا مش مريضة و لا مجنونة ،
لا أحب الكلام معهم .....
لماذا أنا موجودة ؟ أنا وِحشة مُش حِلوة و عمري ما هتجوز كما يقولون ،
أكره أخوتي لأنهم حلوين ....
( منار )
هكذا ناداني كابتن جمعة
مدرب السلة العجوز ....
أعرفه شكلًا .....
( نعم يا كابتن " ببرود " )😕
رديت برخامة كالعادة ....
- كان سني 10 سنوات -
قال لي : مالِك ؟
😨 مالي ؟!
عُـمر ما حد سالني مَالِي ؟
أنا مهملة دومًا ....
رديت : ( مفيش )
قال ؛ ( طيب ليه عامله كدا ؟😕 )
قلت برخامة : ( أنا شكلي كدا )
قال مبتسمًا بلا غضب :
( إنتِ زعلانة أوي ليه ؟؟؟ )
نظرت إليه..
أخيرًا حد عرف إني زعلانة ؟!
قلت له :
( و ليه ما أزعلش محدش بيحبني )
قال بطيبة و هو يقدم لي بسكوتة :
( شعور صعب يا منار إنك تحسيه )
بكيت بحرقة ...
قال بتعاطف :
( أد كده متضايقة يا بنتي و شايله جواكي ؟! )
أسرعت بالإبتعاد .. و سقط مني البسكويت ...
في اليوم التالي للتمرين لم أذهب .. و أمي لم تهتم كالعادة ...
لكن بعد ذلك ذهبت ..
سألت كابتن جمعة :
( ليه كل الناس بيكرهوا سماري ؟
أنا إيه ذنبي ؟!!! )
لم أرى كصفاء وجهه و هو يقول :
{ وَ جَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ }
قال لي ( الناس امتحان لبعض )
كل واحد بيضايق التاني في حاجة ، عندي إصابة في ذراعي من سنين بسببها تركت لعب السلة ، الناس برضه بيعلقوا عليها )
قلت :
( ليه أنا سودة و أخواتي بيض ؟)
قال :
( ده اختلاف بين الناس ربنا قسمه ، بس إنتِ لو رضيتي هتكوني رائعة جدًا )
( أرضى إزاي و الناس بتتريق عليا و بتسخر مني )
قال : ( الناس بتتريق على حاجات كتير .. بس مادام أنا عارف إني مش غلطان أجمد و أقْوَى و لا يهمني حد )
قلت له : ( أنا بالعكس بقيت بكره كل حاجة يا كابتن )
قال : ( و ليه متحبيش الحاجات ؟ )
أنتِ كده كده عايشة ، عيشي صح .. حتى مع التريقة و السخرية و الإستهزاء .... التريقة غلطتهم هُمَّا مش غلطتك إنتِ ... خليهم يقولوا ياريتنا زي ( منار )
بكيت بقلب مكلوم و ابتعدت ...
( ياريتنا زي منار )
ممكن حد يقول كده ؟
أنا فاشلة دراسيًا .. مكروهة في البيت و المدرسة !!!
لكن و أنا ماشية شفت ( مقلب قمامة ) العمال بينظفوه .. بعد كم يوم صار جنينة و حديقة مشهورة !!!!
ممكن نتغير ؟!!
بس بشرتي مش هتتغير ،
البشرة مش كل شيء ،
البشرة شيء من الأشياء بس ...
بدأت .....
أذاكر .....
أصلي ...
أدعي ربنا بإلحاح ...
بطلت رخامة ،
و التزمت الصمت أكثر من الكلام ،
لكن البنات مبطلوش تريقة
( يا عيني على الإجتهاد !!! )
لم أهتم ؛ ففي ذهني كلمة عم جمعة : ( بكره تقولوا ياريتنا زي منار ) .
ماما ملاحظة و لا تُعلِّـق ...
طلعت التالتة ...
المدرسة كرمتني ....
بعد شهر قالت ماما لنور : شايفة منار ملتزمة إزاي في الصلاة و وشها منوَّر ؟
ذهبت لعم جمعة ....
كان شكلي فرحان ،
قال : كملي ،
أصبحت دايمًا من الأوائل ،
و من المصلين و الحمد لله ...
مرَّة قبَّلت يد ماما ...
تحجبت في الإعدادي ...
تعليقات الناس زي ما هي على سماري بس خلاص جِمدت و بقيت قوية ...
عم جمعة يشاور لي مشجعًا ...
كررت تقبيل يد ماما ...
أشعر أنها راضية رغم سوء علاقتي بها سابقًا .
حاسة إني أحلويت !!!
أعطف على الأطفال ..
عم جمعة مريض جدًا ...
ذهبت مع ماما لزيارته ...
دعا لي .. و دعيت له ..
عم جمعة أتحسن و خرج بس بطل يروح النادي ...
أنا و أمي حريصين على زيارة زوجته و السؤال عليه ...
بعد الثانوية كانت كلية الطب ...
أخبرت عم جمعة ...
قال لي : إنتِ أدها يا منار و بإذن الله نشوفك دكتورة كبيرة ...
ماما فخورة جدًا بيا ...
في أولى طب مات عم جمعة ...
بكيت عليه زي الأطفال ، كأنِّي فقدت والدي ، صليت عليه الجنازة و دعوت كثيرًا له من كل قلبي ...
اللهم اعف عنه و وسع عليه و ثبته بالقول الثابت ...
دعيت له كثيرًا ...
أقسم بالله إني أدعو له يوميًا و أخرج كل يوم صدقة له ...
و أتعاهد زيارة قبره و زيارة زوجته ...
عم جمعة مخلفش ... لكن وقف جنبي زي بنته عشان أعيش ...
هو مات و لكن ربنا جعله سبب عشان يحيني ،
كان ممكن أكون كتلة سودااا
اتعرفت على ( مدحت ) في رابعة طب ... مدحت أشقر !!!
أمهُ بريطانية مسلمة ،
و أبوه مصري ...
مدحت مُصر عليا و متمسِّك بيا ...
يقول: ناجحة ذكية و متفوقة و محترمة و متدينة و محجبة ...
أنت أهبل ؟ تتجوزني أنا ؟!!
ماما طايرة من الفرحة !
اخواتي مش مصدقين !!!
كنت بضحك من قلبي ...
اتخطبت عادي و اتجوزت ...
و سافرت بريطانيا مع زوجي و خدت الجنسية الإنجليزية و بقيت طبيبة في مستشفى في لندن ،
و مش ناسية أبدًا عم جمعة الله يرحمه لما ناداني و أنا عمري 10 سنين ...
بدعيله .. و بتصدق عنه .. و حكيت لمدحت عليه ...
أنا و مدحت بنسمي أي شخص إيجابي يبني و لا يهدم ( عم جمعة ) .
بأقول لكل الزعلانين من سمارهم......كل شيء من ربنا حلو و هو ابتلاء ...
البياض و السمار .....الحلاوة و الوحاشة .... المهم أكون راضي
ساعتها ربنا هيرضيني ...
الله يرحمك ( يا عم جمعة ) برحمته ، زي ما رحمتني و أنا طفلة ضايعة و قلب أسود ..
الله يرحمك و يرحم كل ( عم جمعة ) يبني و لا يهدم النفوس ...
نفسي كل إلي يقرأها يفكر إزاي يكون هو ( عم جمعة ) و يخلف عيال زي ( عم جمعة )
مش بس إزاي يلقى ( عم جمعة )
صدق الله القائل : ( و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا ).
*منقول بحب ♥️...
اترك تعليقك