الأخبار العاجلة
  • الجمعة, 22 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
صرخة العدالة ..  قرار المحكمة الجنائية الدولية يزلزل أركان الحصانة الإسرائيلية
الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:30 م

كتب/شحاته زكريا

في لحظة تاريخية فارقة أطلقت المحكمة الجنائية الدولية صاعقة قانونية هزت عرش الحصانة التي طالما تمتع بها قادة الكيان الصهيوني. فلأول مرة في التاريخ يجد رئيس وزراء إسرائيلي ووزير دفاعه نفسيهما في قفص الاتهام الدولي ، في تطور دراماتيكي يعيد تشكيل قواعد اللعبة في المنطقة بأكملها.

لم يعد السؤال اليوم عما إذا كانت إسرائيل ترتكب جرائم حرب بل أصبح السؤال: متى ستتم محاسبة مرتكبيها؟ فقرار المحكمة الجنائية الدولية يمثل نقطة تحول تاريخية في مسار العدالة الدولية. فللمرة الأولى تخترق العدالة الدولية الدرع الواقي الذي طالما احتمت به إسرائيل ، موجهة ضربة قاصمة للرواية الصهيونية التي روجت لنفسها كـ"الضحية" على مدى عقود. وبهذا القرار فُتح الباب على مصراعيه لملاحقات قضائية مستقبلية لكل من تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين.

يتجاوز هذا القرار التاريخي كونه مجرد إجراء قانوني ليشكل تحولا استراتيجيا في المشهد السياسي برمته. فعلى المستوى السياسي ، يمثل هذا القرار نهاية محتملة للمسيرة السياسية لنتنياهو ، ويقوض شرعية القيادة الإسرائيلية الحالية، ويفرض على إسرائيل إعادة تموضع جذرية في المجتمع الدولي. أما قانونيا فقد أسس القرار آلية دولية لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين ، وفتح الباب أمام دعاوى قضائية جديدة ، وعزز دور القانون الدولي في حماية حقوق الشعب الفلسطيني.

يشكل هذا القرار المفصلي بداية لمعركة قانونية طويلة المدى تستوجب توثيقا مستمرا لكل الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية، وتفعيلا حثيثا لآليات الملاحقة القضائية في المحاكم الدولية. كما يتيح فرصة ثمينة لممارسة ضغط دبلوماسي فعال واستثمار هذا التحول التاريخي في تعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية.

إن قرار المحكمة الجنائية الدولية ليس نهاية المطاف بل هو فجر جديد في مسيرة العدالة الشاملة. فالمعركة القانونية رغم محوريتها ليست سوى فصل في ملحمة أشمل لاسترداد الحقوق الفلسطينية المسلوبة. وها هو المجتمع الدولي اليوم أمام مفترق طرق تاريخي: إما أن يقف مع العدالة والقانون أو أن يستمر في سياسة الكيل بمكيالين التي أثبتت فشلها على مدى عقود من الزمن.

فالعدالة وإن تأخرت لا بد أن تأتي وها هي اليوم تدق أبواب القدس معلنة بداية عهد جديد لن تفلت فيه إسرائيل من المساءلة والمحاسبة على جرائمها. إنه يوم جديد في تاريخ النضال الفلسطيني، يوم تتحول فيه صرخات الضحايا إلى أحكام قضائية، والدماء المسفوكة إلى شهادات إدانة في سجل التاريخ.


اترك تعليقك

Top