في اليوم العالمي للتوحد...تعرف على أعراضه وأسبابه
كتبت/ الأستاذة خديجة الوزي
التوحد أو مايسمى كذلك بالذاتوية هو إضطراب تابع لمجموعة من إضطرابات التطور ،يظهر في سن الرضاعة وقبل بلوغ الطفل سنه الثالثة،له تأتير قوي في كيفية التواصل والتفاعل الاجتماعي مع إختلاف خطورته من طفل لآخر متأترا بمجموعة من الأعراض وعلى مستويات مختلفة من الشدة .
يجد طفل التوحد صعوبة في العلاقات الإجتماعية مع الآخرين مع صعوبة في اللغة والسلوك.
السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل أم هل إبني عنده توحد ؟ أم لا ؟لهذا نجد أنفسنا أمام مسلك معرفة الأعراض الظاهرة على طفل التوحد لتفادي أي شكوك أو إلتباس.
قد نجد هناك اختلافا في هذه الأعراض والعلامات من طفل لآخر لإختلاف طبع ونمط كل طفل لهذا رغم تعرض طفلين لنفس التشخيص ولنفس الدكتور إلا أن لكل واحد تصرفه وردة فعله لكن هناك أعراض أكتر شيوعا وإنتشارا بين المصابين بهذا المرض:
١-إضطرابات في التعامل الإجتماعي فطفل التوحد لا يستجيب عند مناداته ومن أول وهلة تظن أنه لايسمع ,منكمش على نفسه ليس بالإجتماعي بل أكتر من ذلك أنه لا يدرك ولايفهم مشاعر من حوله وأحاسيسهم بل هو في عالمه متقوقعا يلعب لوحده.
٢-المهارات اللغوية :مقارنة مع الأطفال الآخرين طفل التوحد لا يبدأ بالكلام إلا في سن متأخرة بل يمكنه أن يفقد القدرة على قول كلمات وجمل كان يقولها من قبل ،لديه إتصالا بصريا عند رغبته في شيء معين فقط أما بالنسبة للغة الكلام عنده فهي عبارة عن صوت غريب مستعملا تارة صوتا غنائيا وتارة صوتا يشبه صوت الإنسان الآلي كما أنه غير قادر على البدء بالمحادثة ولا الإستمرار فيها وفي بعض الأحيان نجده ينطق بكلمات لا يعرف كيف يستعملها أو يطبقها .
٣-السلوك : نجده في حركات متكررة والدوران على شكل دوائر أو التلويح باليدين بشكل متواصل مع إعتماده على عادات خاصة به إن تغيرت فنراه متعصبا متوترا فاقدا لهدوئه ولو إن كان هذا التغيير بسيطا،في هذا الباب الخاص بالسلوك نجده مصابا بالدهشة والذهول من أشياء تعتبر عادية بشكل مبالغ فيه مع حساسيته الشديدة أمام الضوء ،الصوت العالي أو اللمس مع أنه غير قادر على الإحساس بالألم.
كملحوظة أطفال التوحد منهم من هم قادرون على التعلم بسرعة لكن المشكل يكمن في التأقلم مع الآخرين والتفاعل معهم ومنهم من لديهم مهاراتي وقدرات إستثنائية متركزة في مجال معين كالموسيقى، الفن .....
بعد أن عرفت هل طفلي والأعراض التي تظهر عليه توحد ام لا ؟وجب علي أن أعرف الأسباب التي ساهمت وكانت وراء وجود طفل متوحد.
إلى حد الآن ليس هناك سببا واحدا أو وحيدا لهذا الإضطراب لكن هناك عدة عوامل ساهمت مباشرة أو غير مباشرة في ذلك :
١-السبب الوراثي وذلك لوجود أحد من العائلة مصاب به كالأخ ، الأخت ....
٢- الجهاز العصبي إن وجد فيه أي إضطراب و كذلك الدماغ.
٣-الحمل والولادة ولهذا وجب على الأم متابعة طبية من أول شهور الحمل إلى ما بعد الولادة تفاديا لأي مشكل .
٤-سن الوالدين لان بعد الأربعين يعتبر سنا حرجا للإنجاب خصوصا أن الأبوة في سن متأخرة تزيد من إحتمال الإصابة .
هناك ملحوظة فقط أن احتمال إصابة الذكور هو أكبر بكتير من احتمال إصابة الإناث بمرض التوحد .
فيما سبق ذكرنا الأعراض والأسباب فلكي نزيل أي لبس أو شك فعلينا أن نشخص المرض خصوصا بعد بلوغ الطفل السنتين من عمره أو التلات سنوات معتمدين بشكل كبير عند ظهور سواء خلل في التطور أوالنمو أو تأخر الكلام أو عدم الإندماج في العلاقات الإجتماعية.
ويعتبر التشخيص في وقت مبكر أفضل وقاية وتحسين للحالة ويشمل هذا التقييم :
معاينة الطبيب المختص بالأطفال مع الوقوف على مهارات الطفل الإجتماعية ،اللغوية ،سلوكياته ومدى تغييرها وتطورها مع الوقت طبعا لابد من إختبارات تقيم قدراته اللغوية ولا ننسى الجانب النفسي .
لكل داء دواء ولكل مرض علاج لكن مرض التوحد إلى غاية الآن ليس له علاج واحد للكل بل هناك مجموعة من العلاجات ويمكن الاعتماد عليها في البيت ،المدرسة ومنها ماهو سلوكيا ومنها ماهو تربويا وماهو عقاقيريا طبعا مع العلاجات الخاصة بالنطق والكلام .
كانت هذه بعض النقط حول التوحد فلنكن حريصين على متابعة أبنائنا من أول يوم ولادة لأن بعض المشاكل الصحية لأطفالنا تكون أسبابها بسيطة وتستدعي زيارة سهلة وغير مكلفة للطبيب المختص في بدايتها .
أبناؤنا أمانة عندنا وحياتهم مسؤوليتنا فلنحافظ عليها .
اترك تعليقك