أقراط الغادة
بقلم د.غادة فتحي الدجوي
عندما كتبت وريقات أربعينية كتبت وريقة بعنوان العبدالله، الصديق الذي لم أعطه فرصه للتبرير عن موقفه عندما لم يقف بجانبي و لم يأت عزاء اهي رغم صداقة لاكتر من عشرين عاما ، و فوجئت برحيله إلى الدار الآخرة، أحسست بمرارة و قررت أن أعطي فرص لمن حولي فأصبح لدي خط ابيض ثم ثلاث خطوط صفراء ليأتي الخط الأحمر، وتعبت كثيرا لكي اوقف مشاعري و اعطي المزيد من الفرص لي و لمن أمامي لعلي اكون مخطأه، حتى أحافظ قدر إمكاني على من اعطيتهم قلبي...
لكن أحيانا ومن فرط محبتنا نقسوا على أنفسنا و نتحمل و نتغاضى، بل والاصعب أننا نتواضع من فرط محبتنا فيظن الأخرون أننا بلا قيمة، و تأتي لحظات مريرة من فرط المحبة لتأتي إشارة رب العالمين بالنهاية التي وجهة نظرنا هي النهاية الصعبة.. لكن مع الوقت ندرك أنها لطف رب العالمين.
و تتخبط القناعات و يتخبط بل و يتنازع القلب مع العقل، لكن يظهر القرار و تأتي مرحلة أقراط الغادة و يكون ( مخرطة جدتي) نعم المخرطة التي تذهب و ترجع و تراجع كل الأشياء و المواقف و الوريقات على شكل منازاعات قلب عقلية حتي تصبح صغيرة صغيرة كخرط النبات و حولها بعض اليابس المرير ومع ذلك عندما تطهي تصبح شهية رغم عنائها مع المخرطة....
نعم كم الوجع يذهب بمرارته ليصبح يابس يعلو بنا فوق ناطحات السحاب..
يظن البعض في وقت المشاحنات أن يتركوا الطرف الأخر ليهدأ حتى يستطيعوا الكلام، لكن انتبهوا أيها البشر سواء كنتم أزواج. .. أصحاب ... أصدقاء... جيران...... و غيرهم من العلاقات الانسانية، عندما تتركوا لهب الغضب و الوجع مشتعله بحجة الهدوء... أبشركم أنها فعلا ستهدأ و لكنها في رحلتها للهدوء و الانكفاء ستأكل الاخضر و اليابس، و ستنفي و تهدء بدون من أشعلها
و يأتي السوال و مافائدتك انت الطرف الأخر في الحياه هل الاشعال فقط و تبقي في حالة هدوء مبتعد حتي تهدأ الصواعق التي كنت سببها...
نعم ستنطفي بعد حرق كل جسور العلاقات التي كانت ممدودة
و هذه هي رسالة قرطي لكم
بادروا بإنقاذ ما أشعلتموه و لا تنتظروا النار أن تهدأ بدونكم لانكم وقتها ستصبحون بلا فائدة
الناس في الحياه لابد و أن يكون لهم فائدة و احتياج حقيقي في حياه بعض، و ليس بشرط أن يكون الاحتياج مادي بل هناك احتياج للقيمة الإنسانية في قلب الآخر و هي لا تقدر بثمن...
فاحذروا أن تقرروا ميعاد العودة بعد أن يرحل القطار من المحطة
احذروا ان تكونوا فريسة لمخرطة المشاعر من وجهه نظر الانتظار ، الحياه لن تقف و لكن ليس لدينا رفاهية الوقت للزرع و الحصاد أو حتي الحريق و الأطفاء...
النعم لن تتكرر في الحياه الا بالحفاظ عليها
كمال صديق الجمعة 15 نوفمبر 2024 12:22 ص
متألقة ورائعة كالعادة غادة