الأخبار العاجلة
  • الاثنين, 25 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
إعادة تشكيل هيئات الإعلام والصحافة .. خطوة نحو مستقبل مشرق
الاثنين 25 نوفمبر 2024 06:15 م

كتب/شحاته زكريا

في لحظة تعكس وعي القيادة بأهمية الإعلام في صياغة ملامح المستقبل ، جاء قرار السيد رئيس الجمهورية بإعادة تشكيل هيئات الإعلام والصحافة كخطوة محورية تحمل أبعادا تتجاوز حدود الإصلاح الإداري. هذه الخطوة ليست مجرد تعديل في هياكل المؤسسات بل هي إعلان عن عهد جديد يسعى إلى تمكين الإعلام من أداء دوره الحيوي في تنوير العقول ودعم القضايا الوطنية ومواكبة التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.  

الإعلام هو مرآة الأمة وصوتها ومن خلاله تتجسد أحلام الشعوب وتُعبر عن هواجسها وتطلعاتها. لكن المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة واجه تحديات كبيرة من بينها هيمنة الأخبار الزائفة وتراجع مستوى المحتوى ، واندفاع التكنولوجيا إلى قلب المشهد بطريقة غيرت قواعد اللعبة التقليدية. أمام هذا الواقع جاء القرار كإشارة واضحة على أن الدولة عازمة على ترميم الثقة بين الإعلام والجمهور وإعادة تشكيل السردية الوطنية بما يتلاءم مع روح العصر.  

المستقبل الذي يرسمه هذا القرار يعِد بنقلة نوعية: إعلام أكثر مصداقية ، أكثر التزاما بقضايا المجتمع ، وأكثر تفاعلا مع نبض المواطن. هذه الرؤية لا يمكن تحقيقها دون الاستثمار في الكوادر البشرية ، وتأهيل الصحفيين ليصبحوا سفراء للحقيقة ، يحملون أمانة الكلمة بشفافية ووعي. كما أن تطوير المحتوى ليعكس تطلعات المواطن وواقعه هو أساس بناء إعلام يعبر عن المجتمع بأسره ، لا عن فئة محدودة.  

الإعلام الجديد الذي ننشده ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار بل منبرا يعكس جوهر الوطن ، وركيزة أساسية في عملية التنمية الشاملة. الصحافة ليست أداة فقط؛ بل شريك في البناء وشاهد على تطورات الزمن. ولكي يتحقق ذلك لا بد أن تتعزز حرية التعبير المسؤولة ، وتتجذر قيم المهنية والأخلاقيات ، ويصبح المواطن طرفا فاعلا في هذه المنظومة.  

إن هذا القرار التاريخي يؤكد أن القيادة تعي تماما أهمية الإعلام في بناء المستقبل. نحن على أعتاب مرحلة جديدة يحمل فيها الإعلام شعلة التنوير ، ويصبح منارة تُضيء الطريق نحو التقدم. المستقبل يبدو أكثر إشراقا ، بفضل إرادة صادقة في التغيير وعزم لا يتزعزع على جعل الإعلام في خدمة الحقيقة والوطن.  

حين يكون الإعلام قويا وحرا ومسؤولا ، تصبح الكلمة وسيلة للبناء لا للهدم.. وتتحول الصحافة إلى ضمير الأمة النابض بالحياة.


اترك تعليقك

Top