في 19 ديسمبر 2024، شهد مقر الأمم المتحدة في فيينا احتفالًا مميزًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أحد أبرز الأيام الثقافية التي تسلط الضوء على مكانة لغة الضاد، ودورها الرائد في الحضارة الإنسانية. اجتمع في هذا اليوم نخبة من السفراء، الدبلوماسيين، المواطنين العرب والأجانب، وسط أجواء تميزت بالثراء الثقافي والفني، ليجسد الاحتفال رسالة مفادها أن اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل، بل إرث حضاري وفكري ممتد عبر الزمان.
اختارت الأمم المتحدة يوم 19 ديسمبر لتنظيم احتفال باللغة العربية، باعتبارها إحدى اللغات الست الرسمية المعتمدة لديها، ولإحياء ذكرى إدراجها كلغة رسمية في عام 1973. يهدف هذا الاحتفال إلى إبراز ما تمثله اللغة العربية من أهمية في تاريخ البشرية، وكيف ساهمت في إثراء العلوم والفنون والفكر على مدار القرون.
كان لافتًا الحضور الكبير من ممثلي الدول العربية الذين حرصوا على المشاركة في هذا اليوم العالمي بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة. توافد سفراء ودبلوماسيون من مختلف الدول، إلى جانب الصحفيين الذين قاموا بتغطية الحدث، مما أعطى الاحتفال بُعدًا إعلاميًا قويًا وأسهم في نشر رسالته عالميًا. لم يقتصر الحضور على الرسميين فقط، بل كان المواطنون من مختلف الجنسيات جزءًا من هذا الحدث، مما يعكس الاهتمام العالمي بالثقافة العربية.
تحولت أروقة الأمم المتحدة في فيينا إلى مساحة نابضة بالحياة تعكس ثراء التراث العربي وتنوعه. قدمت كل دولة عربية جانبًا مميزًا من ثقافتها وفنونها، بدءًا من المعارض الفنية للخط العربي الذي يجسد جماليات اللغة، وصولًا إلى عروض الموسيقى التقليدية والفلكلورية التي أضفت على الأجواء طابعًا خاصًا. كما تخلل اليوم أمسيات شعرية أبهرت الحضور، إلى جانب عروض مسرحية وأفلام قصيرة أبرزت القصص والتراث العربي العريق.
يأتي هذا الاحتفال السنوي ليؤكد على الدور المحوري للغة العربية في تعزيز التواصل بين الشعوب، وتشجيع الحوار الثقافي العالمي. فاللغة ليست مجرد أداة للتعبير، بل هي جسر للتفاهم بين الثقافات، وركيزة للحفاظ على الهوية العربية أمام تحديات العصر الحديث.
أبرز هذا اليوم العالمي أهمية العناية باللغة العربية، ليس فقط في العالم العربي، بل على مستوى العالم. فقد تم تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتطوير برامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتعزيز حضورها كلغة علم وثقافة. كما ساهم الحدث في توعية الأجيال الشابة بقيمة لغتهم الأم وضرورة الحفاظ عليها كجزء أساسي من تراثهم وهويتهم.
اختُتم الاحتفال بأجواء من الفخر والاعتزاز باللغة العربية، التي أثبتت في هذا اليوم أنها ليست مجرد لغة قديمة، بل لغة معاصرة نابضة بالحياة. احتفال الأمم المتحدة في فيينا باليوم العالمي للغة العربية هو تأكيد جديد على دورها كحاضنة للحوار بين الثقافات، ورسالة واضحة بضرورة الحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز مكانة العربية عالميًا، لتبقى لغة الإبداع والحضارة على مر العصور.
اترك تعليقك