كتب /شحاته زكريا
في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم والمنطقة تواجه الدولة المصرية تحديات غير مسبوقة تتطلب مرونة وسرعة في التعامل .. في هذا السياق جاءت لقاءات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بالقامات الفكرية لمناقشة المستجدات مؤكدة على أهمية التفاعل مع التحديات المعقدة وتوضيح رؤية الحكومة لمختلف القضايا.
مدبولي الذي يحرص على التواصل مع القوى الفكرية والسياسية المتنوعة ، أشار إلى ضرورة التشاور المستمر مع المثقفين والسياسيين لتشكيل فهم أعمق للواقع مشددا على أن مصر تمر بمرحلة مفصلية تتطلب تضافر الجهود للحفاظ على استقرار البلاد.
في كلمته أمام الحضور أشار مدبولي إلى حجم التحديات الضخمة التي تواجهها الحكومة ، سواء على المستوى الاقتصادي، السياسي، أو الاجتماعي.
أبرز الملفات التي سلط عليها رئيس الوزراء الضوء شملت قضية الأمن القومي التي لا تقتصر فقط على الجوانب العسكرية بل تشمل أيضا الأمن الاقتصادي والاجتماعي. وأوضح مدبولي أن الاستقرار السياسي والاقتصادي يمثلان قاعدة قوية للتحرك نحو تنمية مستدامة ، وذلك عبر تعزيز مناخ الأعمال ودعم القطاع الخاص ، وهو ما يشكل حجر الزاوية في خطط الحكومة للنهوض بالاقتصاد المصري.
وأشار رئيس الوزراء إلى الدور الهام الذي تلعبه الحكومة في مجال الطاقة النظيفة حيث تسعى مصر لرفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني إلى 42% بحلول عام 2030. هذا الجهد لا يهدف فقط إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بل يعزز أيضا مكانة مصر كوجهة رئيسية للاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين الأخضر.
وفي القطاع الصناعي ، أكد مدبولي على أن الدولة تتحرك بقوة لدعم الصناعة المحلية وزيادة الصادرات ، وهو ما يساهم بشكل كبير في توفير العملات الأجنبية وتحقيق التوازن المالي. كما أوضح أن الحكومة تعمل على زيادة المساحات الزراعية من خلال تطوير طرق الري واستنباط أنواع جديدة من المحاصيل التي تعزز الإنتاجية.
لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يلعبه القطاع الزراعي في مواجهة التحديات المائية حيث أشار مدبولي إلى نجاح الحكومة في الاستفادة من كل قطرة ماء وتقليل الفاقد عبر مشاريع إعادة تدوير المياه وتحلية مياه البحر .. هذه الإجراءات تأتي في إطار استجابة شاملة للتعامل مع الزيادة السكانية وتثبيت حصة مصر من مياه النيل وهي قضية أمن قومي بالغة الأهمية.
في هذا السياق لفت مدبولي إلى أن الحكومة لم تتغاض عن ملف الدين الخارجي ، حيث نجحت في تقليصه بما يزيد عن 15 مليار دولار خلال 6 أشهر كما عملت على تحسين أوضاع الاقتصاد عبر إصلاحات مستمرة في السياسات النقدية والمالية. هذه الجهود أسفرت عن استقرار الاحتياطيات النقدية وتحسين الأوضاع الاقتصادية رغم الظروف الدولية المتقلبة.
واختتم مدبولي حديثه بالتأكيد على أن مصر ، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، تظل واحة للأمن والاستقرار في منطقة مضطربة. ولتحقيق ذلك تلتزم الدولة المصرية بمواصلة العمل على الحفاظ على استقرارها الداخلي وتعزيز مكانتها الدولية مؤكدا أن القيادة السياسية والحكومة تعملان بلا كلل لضمان مستقبل أفضل للمواطن المصري.
ختاما هذا اللقاء بين الحكومة والقامات الفكرية يمثل خطوة هامة نحو بناء جسور التواصل بين الدولة والمجتمع، حيث تسعى الحكومة المصرية إلى الاستماع لمختلف الآراء والمقترحات من أجل صياغة رؤية متكاملة لمستقبل البلاد
اترك تعليقك