تقرير /شحاته زكريا
في خطوة جديدة نحو المستقبل ، تواصل مصر توسيع آفاقها في مجال الطاقة النووية ، وذلك عبر محطة الضبعة النووية التي تعتبر أول منشأة من نوعها في البلاد . فقد أعلن الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ، عن إنجاز آخر يُضاف إلى سلسلة النجاحات المستمرة حيث اكتمل تركيب الشرائح الأولى من مبنى الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة النووية الثانية بموقع الضبعة.
يعد مبنى الاحتواء الداخلي جزءا جوهريا في هيكل محطة الطاقة النووية إذ يضمن السلامة النووية من خلال منع تسرب أي مواد مشعة إلى البيئة المحيطة في حال حدوث طارئ .. ويعكس اكتمال هذا المبنى الالتزام بتوفير أعلى مستويات الأمان ، حيث تم تصميمه بأسلوب مُحكم يعتمد على هيكل أسطواني من الخرسانة المسلحة ذات القبة نصف الكروية، لضمان حماية المنشآت المحيطة. كما أن البناء المزود بجدران مزدوجة للمفاعل يُشكل درعا إضافيا يجعل محطة الضبعة من بين المحطات الأكثر أمانا حول العالم.
المحطة التي يتم إنشاؤها بالتعاون مع الخبرات الروسية على طراز مفاعلات VVER-1200 ، تندرج تحت الجيل الثالث المتطور ، المعروف بفعاليته الكبيرة وأمانه العالي. وبسعة إنتاجية تصل إلى 4800 ميجاوات من خلال أربع وحدات بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها ، يُتوقع أن تساهم المحطة في تعزيز إمدادات الطاقة بمصر، وتقليل اعتمادها على مصادر الطاقة التقليدية.
لا يمكن إنكار أن محطة الضبعة تمثل أكثر من مجرد مشروع طاقة فهي تعبير صادق عن رؤية الدولة الطموحة في تحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة ، وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة. تأتي هذه الجهود تزامنا مع انتصارات أكتوبر ، كرمز يجسد الروح الوطنية والتطور المستمر الذي تتبناه مصر.
إن مثل هذه الإنجازات الكبيرة تمثل انطلاقة نحو بناء مستقبل يتسم بالاستدامة والتنمية الشاملة ، ويؤكد من جديد عزم الدولة على السير نحو التقدم من خلال خطوات راسخة.
اترك تعليقك