الأخبار العاجلة
  • الخميس, 26 ديسمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
العولمة الاقتصادية: بين فرص التنمية وفخ الهيمنة العالمية
الاثنين 09 سبتمبر 2024 12:07 م

كتب/شحاتة زكريا

العولمة الاقتصادية باتت حقيقة لا يمكن تجاهلها في عالم اليوم حيث انفتحت الحدود الاقتصادية بين الدول وأصبحت الأسواق أكثر تشابكا .. بالنسبة للبعض هذه العولمة تمثل فرصة للتنمية والنمو الاقتصادي إذ تتيح للدول الوصول إلى الأسواق العالمية ، وتجذب الاستثمارات ، وتوفر فرصا أكبر للابتكار .. ومع ذلك فإن هذه العولمة ليست بدون مخاطر بل إنها قد تتحول إلى فخ هيمنة تُفرض فيه مصالح القوى الكبرى على حساب الدول النامية.

على مدار العقود الأخيرة شاهدنا كيف استطاعت القوى الاقتصادية الكبرى ، من خلال الشركات متعددة الجنسيات وصناديق الاستثمار العملاقة ، التحكم في مسار الاقتصاد العالمي. هذه الأدوات ليست مجرد وسائل للنمو ، بل هي أدوات سلطة تستخدم لتحقيق مصالح ضيقة لفئة معينة من الدول. وغالبا ما تأتي على حساب الاقتصادات الضعيفة التي تجد نفسها مُجبرة على التكيف مع شروط غير عادلة تعمق من تبعيتها الاقتصادية وتضعف قدراتها على تحقيق التنمية المستدامة.

في مصر بعد أحداث 30 يونيو ظهرت بوادر تحدي للعولمة الاقتصادية غير العادلة. التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد أتاحت الفرصة لاستعادة القرار الاقتصادي الوطني والابتعاد عن مسار الهيمنة الذي كانت تفرضه القوى العالمية. من خلال تعزيز الاستقلال الاقتصادي وتنويع الشركاء التجاريين ، تمكنت مصر من بناء نموذج تنموي جديد يوازن بين الانفتاح على العالم والاحتفاظ بالسيادة الوطنية.

لكن السؤال الأساسي يبقى: كيف يمكن للدول النامية أن تتجنب الوقوع في فخ العولمة الاقتصادية؟ الإجابة تكمن في مدى قدرتها على تعزيز اقتصادها الوطني وبناء تحالفات استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة. هذا يتطلب رؤية بعيدة المدى وسياسات مدروسة تضمن عدم الانجرار خلف الإملاءات الخارجية.

العولمة الاقتصادية ليست قدرا لا يمكن تغييره ، بل هي عملية يجب إدارتها بحكمة. الدول التي تستطيع الحفاظ على توازن بين الانفتاح على العالم وتعزيز مصالحها الوطنية هي التي ستتمكن من الاستفادة من هذه العولمة دون الوقوع في فخ الهيمنة.

 في النهاية يبقى بناء اقتصاد قوي ومتنوع قادر على مواجهة التحولات الكبرى ، هو السبيل لضمان مستقبل أكثر استقرارا واستقلالا في عالم يتسم بالتغيرات السريعة.

بهذا يجب على كل دولة أن تعيد تقييم استراتيجيتها في مواجهة العولمة ، وأن تسعى لخلق مسار تنموي يحقق لها الاستفادة دون التضحية بسيادتها الاقتصادية.


اترك تعليقك

Top