المؤتمر الحضري العالمي في مصر .. منصة لاستشراف مستقبل التحضر والتنمية المستدامة

كتب /شحاته زكريا

تعتبر مصر بفضل توجهاتها الحديثة في الجمهورية الجديدة ساحة جاذبة للأحداث العالمية ، حيث باتت ترى تنظيم المؤتمرات الدولية ليس كعملية وقتية بل كاستراتيجية متعددة الأبعاد تسهم في تعزيز المعرفة وتقوية العلاقات الدولية. وليس غريبا أن تُعامل مصر المؤتمرات كصناعة متكاملة تجمع بين السياحة والمعرفة والاقتصاد ، مما يسهم في تحقيق مكاسب واسعة النطاق للدولة.

ومع انطلاق فعاليات المنتدى الحضري العالمي اليوم في مركز المنارة الدولي ، تأخذ مصر خطوة جادة على طريق معالجة قضايا ملحة مثل أزمة الإسكان والتغير المناخي في إطار أجندة 2030 للتنمية المستدامة. ويشارك في المؤتمر نحو 50 دولة إلى جانب منظمات عالمية ، لتصبح مصر أول دولة أفريقية تستضيف هذا الحدث منذ عقدين ، الأمر الذي يعكس ثقة المجتمع الدولي بدور مصر الرائد.

ما يجعل هذا المؤتمر مميزا هو اهتمامه بالتفاصيل الجوهرية ، حيث يضم أكثر من 600 فعالية تناقش بشكل دقيق قضايا عالمية مثل السكن وأزمات المعيشة والطوارئ المناخية، وكلها تصب في توجيه جهود التنمية المستدامة. وبحضور أكثر من 30 ألف مشارك ووجود 103 وزراء و300 محافظ يتضح أن المنتدى ليس مجرد اجتماع بل هو خطوة جادة نحو حلول مستدامة تعكس تأثير مصر في المجال الحضري.

إن استضافة هذا الحدث ليست فقط تقديرا للإنجازات المصرية بل هي اعتراف دولي بما تقدمه مصر في مجال التنمية العمرانية عبر مشروعات ضخمة لمدن الجيل الرابع والبنية التحتية ، التي حققت نقلة نوعية في حياة المواطن المصري. فالتنمية الحضرية ليست مسألة بنى تحتية فقط بل هي فلسفة ورؤية تهدف لجعل الحياة أفضل للأجيال القادمة.

في النهاية يأتي المنتدى الحضري العالمي بمثابة نافذة لمصر لتقدم رؤيتها حول التحضر المستدام ، وتنقل خبراتها للعالم وتشارك في صياغة حلول لأزمات تؤثر على البشرية كافة