الأخبار العاجلة
  • الأربعاء, 16 أكتوبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
انخفاض في الملوثات الهوائية بالنمسا وزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون - تقرير هاله المغاورى فيينا
الأحد 13 أكتوبر 2024 03:51 م

كشفت هيئة الإحصاء النمساوية في تقرير حديث أن مستويات الملوثات الهوائية شهدت تراجعًا ملحوظًا في عام 2022 مقارنة بالعام السابق، لكن في المقابل، ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري بنسبة 5%. هذا التناقض الواضح يطرح تساؤلات حول فعالية السياسات البيئية في مواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ، خاصة بعد جائحة كورونا.
وعلى الرغم من الانخفاض الواضح في ملوثات الهواء بنسبة 2%، إلا أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت في عام 2022، وهو ما يعكس تحديات كبيرة تواجهها النمسا في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. وأوضح توماس توماس، مدير الانبعاثات في هيئة الإحصاء، أن هذه الزيادة تعود بشكل رئيسي إلى زيادة النشاط الاقتصادي بعد انحسار جائحة كورونا، مما دفع قطاعات عدة إلى زيادة استهلاك الوقود التقليدي.
مع الاتجاه المتزايد نحو الطاقة المتجددة في النمسا، مثل استخدام الأخشاب والكتلة الحيوية، ارتفعت الانبعاثات الكربونية المحايدة بنسبة كبيرة بلغت 97.3% بين عامي 1995 و2022. ورغم هذا التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، إلا أن الانخفاض في الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري ظل محدودًا، حيث تراجع بنسبة 6.6% فقط خلال نفس الفترة.
منذ عام 1995، تمكنت النمسا من تحقيق تقدم ملموس في تحسين جودة الهواء. فقد انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت (SO2) بنسبة كبيرة بلغت 74.2%، في حين انخفضت انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة غير الميثانية (NMVOC) بنسبة 57.1%. بالإضافة إلى ذلك، شهدت مستويات أول أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة PM2.5 انخفاضًا بنسبة 47.7% و40.1% على التوالي.
كذلك لعبت الأسر النمساوية دورًا حيويًا في تقليل انبعاثات ملوثات الهواء على مدى العقود الماضية، حيث ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة الهواء .
 وعلى الجانب الاقتصادي، أظهرت القطاعات الصناعية تقدمًا أيضًا في تقليل الانبعاثات، ولكن ذلك لم يكن كافيًا للتغلب على التحديات المتعلقة بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري.
حيث يشير تقرير هيئة الإحصاء إلى وجود اختلاف في منهجيات حساب الانبعاثات بين الجهات المختلفة. ففي حين أن الإحصاءات النمساوية تأخذ بعين الاعتبار انبعاثات الأفراد والشركات النمساوية في الداخل والخارج، يركز المكتب الفيدرالي للبيئة على الانبعاثات داخل حدود النمسا فقط، ما قد يؤدي إلى تباين في التقارير البيئية الصادرة عن كل جهة.
يأتي هذا التقرير ليعكس التحديات التي تواجهها النمسا في توازنها بين تحسين جودة الهواء وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. فرغم النجاحات الملحوظة في خفض العديد من الملوثات الهوائية، إلا أن زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تشكل تحديًا كبيرًا للحكومة النمساوية في سعيها لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية.


اترك تعليقك

Top