حسين توفيق الشخصيه الحقيقيه لفيلم ( فى بيتنا رجل )
"في بيتنا رجل" بين الحقيقة والفيلم الرواية
"حسين توفيق" في بيت "إحسان عبدالقدوس"
كتب/خطاب معوض خطاب
يعد فيلم "في بيتنا رجل" واحدا من أشهر وأفضل وأهم أفلام السينما المصرية على مدار تاريخها الطويل، وهذا الفيلم تم اختياره واحدا من أفضل 100 فيلم مصري، وتم إنتاج هذا الفيلم سنة 1961، وقام ببطولته عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدي أباظة وحسين رياض وحسن يوسف، وأنتجه وأخرجه هنري بركات، وكتب له السيناريو والحوار يوسف عيسى، عن رواية للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس.
وقصة الفيلم حدثت بالفعل، وفي الفيلم قام الفنان عمر الشريف بأداء دور البطل إبراهيم حمدي الذي اختبأ فى بيت زميل دراسته الذي أدى دوره الفنان حسن يوسف، أما القصة الحقيقة فهي أن الثائر حسين توفيق قد اختبأ في بيت الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس نفسه.
والثائر حسين توفيق ابن عائلة أرستقراطية كبيرة، ووالدته كانت تركية الأصل، وأما والده توفيق باشا أحمد فقد كان وكيلا لوزارة المواصلات، وقد تعلم حسين توفيق بمدرسة الفرير الواقعة بشارع الخرنفش، ثم في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، وكانت له ميول وطنية، حيث كون جماعة كانت تحارب وتكافح ضد الوجود الإنجليزي في مصر، وقد اشترك حسين توفيق فى إحراق ما يقرب من 30 سيارة للإنجليز.
وكان الثائر حسين توفيق قد تعرف على الضابط أنور السادات، والذي كان قد تم فصله من الجيش المصري في أربعينيات القرن العشرين، بسبب ميوله الوطنية ومكافحته للوجود البريطاني في مصر، وحدث أن اتفق السادات مع حسين توفيق على قتل المصريين المتعاونين مع الإنجليز، وبالفعل قام حسين توفيق باغتيال أمين باشا عثمان وزير المالية في ذلك الوقت، وهو صاحب العبارة الشهيرة التي شبهت علاقة إنجلترا مع مصر بالزواج الكاثوليكي.
وتم القبض على حسين توفيق واستجوابه وتعذيبه لإجباره على الاعتراف، وتحمل التعذيب طويلا، ولكنه انهار واعترف بكل شيء، حينما ادعى وكيل النيابة أن حسين توفيق قام بقتل أمين باشا بسبب وجود علاقة بين أمين باشا ووالدة حسين توفيق، وهكذا اعترف حسين توفيق بتفاصيل الاغتيال السياسي الأشهر في تاريخ مصر، وبالتالي تم تقديمه للمحاكمة هو وجماعته ومعهم أنور السادات الذي تم اتهامه بالتحريض على القتل.
وأثناء المحاكمة تمكن حسين توفيق من الهرب، حيث ادعى المرض وطلب الذهاب للطبيب، وذهب إلى بيته ثم هرب من هناك مرتديا بذلة ضابط، وواصل هروبه واختبأ وقتها حسين توفيق لمدة 3 أيام في بيت الأديب والكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، ثم ذهب إلى مكان آخر بعد ذلك، وقد دون إحسان عبدالقدوس حكاية حسين توفيق معه وكتبها في رواية "في بيتنا رجل"، والتي تم تحويلها إلى فيلم شهير.
وفي الفيلم تم تغيير بعض الأحداث عن الواقع، فقد كانت نهاية الفيلم هي استشهاد البطل الذي أدى دوره الفنان عمر الشريف، ولكن الحقيقة هي أن الثائر حسين توفيق قد ظل هاربا، وتمكن من الفرار إلى سوريا، وقد انتهت القضية بالحكم عليه غيابيا بالسجن 10 سنوات، أما أنور السادات فقد تمت تبرئته من تهمة التحريض على القتل.
وبعد قيام ثورة يوليو 1952 عاد حسين توفيق إلى مصر، والغريب أن الإثارة لم تفارق حياته بعد عودته من رحلة هروبه، فبعد فترة انتهى به الحال إلى السجن، وذلك بعدما تمت محاكمته بتهمة محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
وبعد تولي الرئيس السادات الحكم أفرج عنه، حسبما ذكرت لي الأستاذة مها سعيد توفيق ابنة شقيق الثائر حسين توفيق، وليس كما تذكر العديد من المصادر، من أنه قد ظل خلف جدران السجون، ولم يفرج ج عنه إلا في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وقد مات حسين توفيق بعد الإفراج عنه بشهور معدودة.
اترك تعليقك