و رحلت أبلة بهية
بقلم قلب د. غادة فتحي الدجوي
منذ أكثر من عامين و أنا أدرس الفنون في دوار و في أول الدروس كنا ندرس الحكي و عمل العرايس و بعد ما صنعت العروسة اكتشفت أنها " أبلة بهية" مدرستي في كتاب " كتاب عن طوخي " بالطبع هذا ليس اسم الكتاب و لكن كان من يقوم بتوصيلنا من الكتاب الي البيت و العكس هو " عم طوخي" الرجل الطيب علي فطرة تعلمه و تحدثت عنه سابقا، و تحدثت عن أبلة بهية التي كانت تعلمنا كل العلوم و ما احفظه عن ظهر قلب و كنت اقوم بتدريسه لطلاب الصف الاول الابتدائي عندما كنّا اعمل بمهنة التدريس، هو ما تعلمته منها بطريقتها و غنائها و اسلوبها و حركتها دون قصد و كأني شربت شخصيتها أو جزء منها ... ليتني اصل إلى قدر بسيط منها ❤️
و منذ أيام قبل العيد ذهبت أمي لتسأل عنها كعادتها ، و لا أدري لماذا دق قلبي العصر انها رحلت عن عالمنا، و فوجئت بأمي بعد الفطار تحدثني بأنها ذهبت و قال لها الجيران " أبلة بهية الله يرحمها من أيام"
كيف دق قلبي بخبرها❤️ لقد حزنت حزن شديد و ما زلت حزينة و جاء الخبر و انا بالطبيعة في ايام نفسية صعبة💔 لماذا أنا حزينة؟!
أكتب لكم م خلال " ن" منتجة"
هذه ال " ن" أبلة بهية هي أعظم "ن" بعد أمي بالنسبة لي💔
قد علمتني و انا في الرابعة من عمري و حتي العاشرة، علمتني اتكلم و احسب و اكتب و اقرأ القرآن ، علمتني التعاون و اللعب و المحبة، علمتني أنني انسانة و ان نتعامل مع كل من حولنا كبشر دون ان ندري من اين و لا ما هي ديانته و هل فقير او غني و ماذا يعمل ابيه نجار فكهاني مدرس منجد ... كلنا اخوة نجلس سويا و نأكل و نلعب و ما زلنا حتي الآن، علمتنا الأمان و الثقة ، علمتنا الضحك و الأدب، علمتنا كيف نحب الناس بدون غرض و كيف نكسب قلوب الناس بالصدق و الابتسامة الحقيقية ❤️ كانت تتواصل مع امي و كأنهما دوما يتفقان كيف يتشاركن في تربيتنا جميعا فما كنا نشعر بالفرق لين البيت و الكتاب❤️
كنت اراها اجمل سيدة بعد أمي ، كنت اقلدها في تسريحة شعرها و ألوانها ، ام أنسي وجهها الصبوح أبدا ، حتى بعد مرور السنون عندما رأيتها عجوز هزيل و غير الزمن ملامحها ، كنت اراها بجمالها منذ اكثر من أربعون عاما ❤️
يا مدرسين و مدرسات العالم❤️ مِن منكم مثل أبلة بهية ما زلتم تعيشون في وجدان طلابكم، و هل كنت اشبهها بعض الشيء فبتذكرنا من مررت بحياتهم كمدربة او مدرسة❤️ اتمني ذلك🙏
رحلت أبلة بهية وحيدة بلا أبناء من رحمها ❤️ لكن لها مئات و ربما آلاف من أبناء قلبها حفرت الحلم في عقولهم و قلوبهم ، طبطبت و علمت و ابتسمت و تكلمت و حتي حينما كانت تعاقب كانت تعاقب برفق ، رغم انها لا تحمل الشهادات العليا و لا حصلت علي تدريبات من هيئات دولية و لا هي أعظم مدرسة علي صفحات السوشيال ميديا ، لكنها كانت تملك أعظم أداه من صنع الخالق " كانت تملك قلب ❤️"
رحمك الله و غفر لك و جعلك من أهل الجنة يا جميلتي أبلة بهية"
نعم رحلت أجمل " ن" في العالم و بارك الله فيما أنتجته من عقولنا و جعل كل ما نفعله و تعلمناه منك في ميزان حسانتك 🙏
نعم رحلت أبلة بهية🌞
اترك تعليقك