حكاية الملاية اللف

أصل الملاية اللف
 
الملاية تعبر البحر المتوسط من روما الى الأسكندرية 

أظهرت الدراسات الخاصة بتاريخ الأزياء أن نساء الرومان أول من لبسن«الهبماتيمون» الشبيه «الملاية اللف»، ثم عبرت إلى البحر المتوسط بعد غزو الرومان لمصر، وظهرت فى شوارع وحوارى الإسكندرية ومنها انتقلت إلى باقى المدن المصرية .
ويرجع البعض تاريخ «الملاية اللف» إلى العصر العثمانى، حيث ذكر الجبرتى فى كتابه «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار» أنه كان يوجد فى مصر العثمانية وكالات خاصة، وخانات(محلات) لبيع الملايات منها «خان الملايات» عند حارة الروم، فى حين يرجع البعض الآخر بداية ظهورها إلى عهد المماليك، حيث يرجع إليهم الفضل فى ابتداع هذا الزى الشعبى

فى حين تؤكد بعض الدراسات المهتمة بدراسة تاريخ الأزياء الشعبية أن الخلط فى معرفة أصل «الملاية اللف» يرجع إلى الخلط بينها وبين «الحبرة» التى كانت ترتديها المرأة عند خروجها فى العصر العثمانى، وهى عبارة عن قطعة قماش كبيرة من قماش التفتاه توضع فوق الرأس فتغطيها، وتغطى الملابس واليدين.

وكانت الملاية السوداء ذات القماش المطاط واللميع خاصة بالشابات أما السيدات فكان لونها أسود غير لامع ومصنوع من القطن الخفيف

ولا تكتمل الصورة إلا بالبرقع..
وكان «البرقع» المفتوح يمتاز بوجود فتحات تعمل على سهولة التنفس، وإبراز «شىء» من وجه المرأة المصرية وتعابير وجهها، وكان منه المزين بقصبة نحاسية أو ذهبية أو فضية فوق الأنف ، وهناك البيشة واليشمك فكانا يستخدمان للدلالة على الثروة، حيث كانت السيدات قديما يرتدين منه المصنوع من الذهب، ويكتمل المشهد الرائع بـ «المنديل أبو أوية» المحلى بكرات ملونة تغطى شعرها، لتكتمل صورة الفتاة المصرية.

ظلت بنات البلد والسواحل يرتدين الملاية اللف والتى كانت تضيق وتقصر حسب الرغبة، أما الفلاحات فقد تطور الملبس الواسع فى الوجه البحرى إلى جلباب ضيق واسع بعض الشىء من الأسفل حتى تستطيع العمل والجلوس والنهوض بسهولة.

وبعد ظهور المطالبين بحرية المرأه مثل قاسم أمين، ورفاعة الطهطاوى، وصولا لسعد زغلول وزوجته صفية وهدى شعراوى، وبعد المشاركة النسائية التى لا تنسى فى ثورة 1919 وما كان للثورة من دور فى كشف المرأة المصرية عن وجهها، كانت هذه بدايه اختلاف الملبس النسائى وتحرره بعض الشىء، حيث خرجت هدى شعراوى بحجابها التقليدى دون البرقع واتبعتها الكثير من نساء الطبقة العليا والمتوسطة فى القاهرة

ومع ثورة 52 وتشجيع المرأة على التعلم وعلى خروجها للعمل، أصبحت الملابس تتسم بالعملية لتناسب طبيعة المرحلة .

وبقى ظهور الملاية على استحياء حتى منتصف التسعينات خاصة بالاحياء الشعبية بالرغم من ظهور العبايات الخليجية التى انتشرت بصورة كبيرة فى مصر وساعدت على إندثار الملايه اللف حتى من الأحياء الشعبية الآن.