الأخبار العاجلة
  • الثلاثاء, 03 ديسمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
صرخة استغاثة في زمن الأزمات: كيف نحمي استقرار مصر وسط فوضى الإقليم؟
السبت 05 أكتوبر 2024 01:49 م

كتب /شحاته زكريا

في خضم الفوضى والصراعات التي تلتهم منطقتنا العربية برزت صرخة امرأة لبنانية ليست مجرد صرخة ألم أو خوف بل رسالة تهز ضمائرنا نحن المصريين .. هي صرخة تحمل معها طاقة اليأس والخوف من مستقبل ضبابي صرخة تذكرنا جميعا بمدى النعمة التي نعيشها في بلدنا ومدى هشاشة هذا الأمان إن لم ندرك قيمته ونحميه بكل ما أوتينا من قوة.

لبنان ذلك البلد الذي كان رمزا للحرية والثقافة والازدهار يعيش اليوم في ظلام دامس من الأزمات الاقتصادية والسياسية ، أطفأت نور الأمل في قلوب الكثيرين .. وكأن الأزمات التي تجتاح المنطقة أصبحت سلسلة لا تنتهي تنتقل من بلد إلى آخر لتلتهم استقراره وتدمر مجتمعه نحن هنا في مصر ننعم بنعمة الأمان والاستقرار ، لكن هل ندرك حقا ماذا يعني ذلك؟ هل ندرك كم هو ثمين أن نعيش في بلد يحمي أبناءه وسط هذا العالم المضطرب؟

إنها ليست مجرد كلمات أو شعارات بل حقيقة يجب أن تدق ناقوس الخطر في قلوب كل مصري . نحن نعيش في بلد استطاع أن ينجو من عواصف إقليمية هزت دولا أخرى بفضل قيادة حكيمة وشعب واع يعرف كيف يصمد في وجه التحديات. لكن الحفاظ على هذا الاستقرار ليس مسؤولية الحكومة وحدها بل هو واجب علينا جميعا. علينا أن نحمي وطننا من أي محاولات للعبث بأمنه واستقراره أن نكون حذرين من الفوضى التي تدق أبواب المنطقة ، وأن ندرك أن ما يحدث في دول الجوار يمكن أن يحدث لنا إن لم نكن يقظين.

المرأة اللبنانية التي أطلقت صرختها لم تكن تطلب سوى شيء واحد: الأمان. ونحن هنا نمتلك هذا الأمان فلنحافظ عليه فلنكن درعا واقيا لهذا الوطن الذي لطالما احتضننا وحمانا. الأزمات لا تفرق بين دولة وأخرى، الفوضى لا تعرف حدودا ، لكننا نملك القوة لنحمي مصر من مصير مشابه. نملك الوعي الكافي لندرك أن الاستقرار الذي نعيشه هو ثمار جهد مشترك بين قيادة رشيدة وشعب يقظ.

إذا نظرنا حولنا سنجد أن دولا كانت في يوم من الأيام تسبقنا في الكثير من المجالات أصبحت اليوم تعيش في كابوس من الفوضى والعجز. لبنان . سوريا ، ليبيا، كلها أمثلة حية لما يمكن أن يحدث عندما يغيب الاستقرار. نحن في مصر تعلمنا الدرس جيدا، ورأينا بأعيننا ما يحدث عندما تفقد الشعوب نعمة الأمان. وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية، أن نضع مصر أولا في كل خطوة نتخذها.

فلنكن واضحين: مصر ليست بمنأى عن التحديات التي تواجه المنطقة ، لكننا نملك القدرة على تجاوزها. التحديات كثيرة ، من الاقتصاد إلى السياسة ، لكننا قادرون على تحويلها إلى فرص إن تضافرت جهودنا جميعًا. الشعب المصري أثبت عبر تاريخه أنه قادر على الصمود قادر على التكيف مع أصعب الظروف، وقادر على النهوض من جديد مهما كانت التحديات.

في نهاية المطاف صرخة تلك المرأة اللبنانية هي دعوة لنا جميعا للتأمل والتفكير. هل نريد أن نعيش مستقبلا مشابها؟ هل نريد أن نكون شاهدين على انهيار بلدنا كما حدث في دول أخرى؟ الإجابة واضحة: لا مصر تستحق الأفضل، ونحن قادرون على تحقيق ذلك. كل ما علينا هو أن نكون واعين، أن نحمي استقرارنا بكل ما نملك ، وأن نكون على قدر المسؤولية في هذا الزمن الصعب.

لنحمي مصر ، لأن الأمان هو النعمة الأعظم ولأن المستقبل الذي نحلم به يبدأ من اليوم، يبدأ من إدراكنا لمدى أهمية استقرار وطننا.


اترك تعليقك

Top