*منتدى داڤوس للنخب وصناع السياسات والعالم ممزق*
لاشك أن الفوضى والتوترات الجيوسياسية وتأثيرات المناخ تسيطر على إجتماعات منتدى داڤوس الاقتصادى وأجندة هذا العام الساخن فحلم المنتدى هو عالم ينعم بالسلام والرخاء والعولمة التى تحطمت على طريق العالم الممزق فالمسارات التى وضعها المنتدى الذى يضم أثرياء العالم يشوبها نوع من عدم التفاؤل مع إنقسام العالم وعلى صناع القرار أن يعيدوا الثقة فى المستقبل فالوقت ينفذ والصراعات تتسع والذكاء الاصطناعى يصنع أغراضه الشريرة والعالم يذهب فى مهب الريح لمرحلة اللاعودة والنخب الأوربية تتحدث عن ديناميكية مساعدة أوكرانيا فى المرحلة المقبلة أما من يموتون كل يوم فى غزة والضفة الغربية فهم على الهامش وعوداً على بدء
المنتدى الاقتصادي الأشهر يواجه أزمة مزدوجة ضربت الاقتصاد العالمي كله فمن غزة إلى روسيا وأوكرانيا والبحر الأحمر وذهبت اليوم إلى أربيل و إتساع دائرة الحروب بالوكالة فى ظل نجاح أجهزة الإستخبارات الأمريكية إلى تحويل العالم إلى بقع ساخنة وقد ضاق الخناق على الدول النامية فى التعافى وعودة حالة الاقتصاد إلى ماكان عليه قبل الجائحة, إن العولمة ضربت فى مقتل وأصبحت الأزمة وجودية فى ظل مشكلات التشرزم الجغرافى والتمزق الجيوسياسي ونجحت السياسات النقدية التشديدة التى أكرهت أمريكا العالم عليها والتى أدت إلى زيادة معدلات الديون الخارجية والفقر وتراجع معدلات النمو الاقتصادي فى الدول الصاعدة ولذلك
فالمنتدى يواجه حالة من الفراغ السياسى طالما المشاكل التجارية مازالت قائمة بين الصين وأمريكا كما أن السياسات الحمائية التى فرضتها الدول الغنية تلقى بظلالها على الدول النامية وتعطل استثماراتها ومن دواعى التندر أن عنوان المنتدى هو إعادة الثقة فى المستقبل أى ثقة تتحدثون عنها إنه عنوان ليس على مسمى فالعالم فى حالة من اليتم السياسى بسبب سياسات الأمد القصير والأنانية مما يجعل الكل فى حالة من الدوران حول نفسه ،
كنا نتمنى من النخب وصناع السياسات الاقتصادية فى دافوس وأمام هذا التشكيل العالمى هو إعادة تشكيل خارطة جديدة للعالم تشمل إعادة التوزيع العادل للثروات ومراكز القوى العالمية الموجودة فالمنتدى يتبنى قضية بناء نظام جديد للتجارة والاستثمار والبنية التحتية فهل فى ظل كل هذه التوترات يمكن أن يكون هناك نظام عالمى جديد أكثر عدلٱ فأمام المنتدى فرصة للدفع بنظام جديد لفرض ضرائب على الكبار من أجل مساعدة الدول النامية ولكن لاحياة لمن ينادى فهؤلاء حولوا المنتدى إلى مكلمة ولم يأخذوا بعين الإعتبار صياغة النشاط الاقتصادى ومناقشة كيفية التعامل مع قضايا الديون والنمو والتضخم والصناعة والتكنولوجيا وسنظل فى حالة العبث العالمى الذى تلعبه أمريكا فالمنتدى يحتاج إلى مزيد من العقلانية ومخاطبة الإنسانية وحل عاجل للأزمات الوجودية وعلى رأسها أزمة المناخ ووجودية العولمة الاقتصادية وأيضا العدالة الحقيقية بوقف إطلاق النار فى غزة
وإلا سيبقى التشرزم الجغرافى يرفع علم الولايات المتحدة الأمريكية الرابح الأكبر
اترك تعليقك