الأخبار العاجلة
  • الجمعة, 10 مايو 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
الجمعة 08 مايو 2020 04:47 ص

كتب/د.طارق محمد البيومى.                       هذه  هى حروب الحاضر والمستقبل فلابد من نشر الوعى الشعبى وأن لايقتصر على النخب فالشعوب الواعية هى الدروع الوقية..!!

(مقال هام للصديق سعادة المستشار منسي.)

الدرس العظيم ....لكي نبقي و لا نندثر 
اقرأ وافهم مثلما قرأت انا وفهمت ونقلت لك

قبل ما إنجلترا تسيب الهند.. إنجلترا شافت إنها ماينفعش تسيب الهند بمواردها الرهيبة دي و موقعها المتميز.. و شعبها اللي ايقظته دعوات "غاندي".. و بدأ ينبذ التعصبات و القبلية و المذهبية و الطائفية و يتوحد..  فقررت إنها قبل ما تسيبها تخربها.. و "علىّ و على أعدائي"...

مكانش في حاجة اسمها "باكستان" و لا "بنجلايش".. دي دول عمرها اقل من عمر والدك.. ظهروا للوجود سنة 1947.. صنعتهم إنجلترا.. و خلت التلاتة أعداء لحد النهاردة.. الهند و باكستان و بنجلاديش.. و التلاتة على حدود بعض.. و مش طايقين بعض..

دور كويس في التاريخ تلاقي "كان" في دولة اسمها "يوغوسلافيا".. مما يحزنك إنك حتقرا بالحرف في اي مرجع "يوغوسلافيا (كانت) دولة.. تقع في...... إلخ إلخ"...

"يوغوسلافيا" كانت دولة قوية.. مسنودة على "الإتحاد السوفيتي".. و بتعتنق مبادئه و تعمل سلاحها بنفسها...

إيه "الإتحاد السوفيتي" دا.. دي كانت دولة برضه.. أكبر دولة على سطح الكرة الأرضية منذ نشأة العالم لحد النهاردة.. من رحم الإمبراطورية الروسية إتولد الكيان الهائل الرهيب دا.. و كاد في لحظة ما إنه يصبح قطب العالم الأوحد...

غزو "الإتحاد السوفيتي" مبدأش بالدبابات و سلاح الجو و الفرقاطات البحرية.. مطلقاً.. بدأ برئيس "عميل"...

رئيس زرعه الأمريكان.. وتدرج في مناصب سياسية.. ووصل لمنصب لأمين العام للمجلس السوفيتي في عام 1985.. ومن هنا قدر يتولى حكم الإتحاد السوفيتي.. بترشيح المجلس السوفيتي..

 بدأ يكلم الناس عن مفاهيم زي ديموقراطية و حرية و غيره.. بس بمفاهيم مرتبكة مغلوطة.. المفاهيم اللي بتسمعها النهاردة.. إن الحرية هي الإنحلال و قلة الأدب و السباب.. و الديموقراطية هي الفوضى..

و كان له دعوة خاصة يمكن تكون سمعتها مرة أو مرتين و ماهتمتش تفهم معناها..

البريسترويكا...

"إعادة البناء".. كان مؤمن بأنه "لازم نهدم عشان نبني علي نضافة" و "نفكك عشان نبدأ من جديد".. 

فكرة إعادة البناء أو "البريسترويكا Perestroika"..

و مع البريسترويكا.. أطلق سياسة أخرى اسمها الـ "جلاسنوست Glasnost"...

يعني ايه؟ يعني الشفافية.. مش الشفافية المعقولة.. لأ الشفافية بدون حساب.. فضح أسرار الدولة و تعريتها بدعوى الشفافية..

أعلن ميزانية الجيش على الملأ.. و فضح ميزانية المخابرات السوفيتية لأول مرة في التاريخ.. وتبادل أسرارها مع دول أخرى.. زي ما حصل في مصر.. لما أسرارنا راحت قطر..

اللي حصل  دا اتسبب في هزيمة المخابرات السوفيتية في مئات العمليات الإستخباراتية.. سهل أوي تهزم عدوك لما تعرف هو بيصرف قد ايه و كام و امتي و في ايه عشان يواجهك..

فتح الاسواق على مصراعيها للبضائع الامريكية و روج لها على حساب الصناعة الوطنية.. و بدأ  الشعب يغرق في الهلس و المكدونالدز و الكنتاكي و القرف و الغلب الأزلي.. و اتعلم التنبلة.. و اتعلم يستهلك وماينتجش..

و مع بدء مشروعه لتقسيم الإتحاد السوفيتي.. أدرك قيادات الجيش الأمر.. و قرروا حماية الوطن بأي ثمن.. فانطلقت المدرعات تهدر و جنازير الدبابات تمزق الثلوج.. لحد مقر الحكم.. و حاصرته.. و بدأت في إجراءات خلع الرئيس الخائن دا..

بس مكانوش عاملين حسابهم.. مكانش في 30 يونيو و لا تفويض.. فاصطدموا بقوة مكانتش في الحسبان..

الشعب...

الشعب اللي لبس العمّة و فهم إن الحياة هي الهمبرجر و الفودكا.. و التنبلة و الدعارة.. و الأكل و المرعى و قلة الصنعة.. و الأسعار الرخيصة حتى لو على حساب الشعب دا نفسه و من دمه بعدين...

الشعب وقف كدروع بشرية و حموا الرئيس السوفيتي العميل...

و كان قادة الجيش أمام قرارين لا ثالث لهما..

إما المضي في محاولتهم.. و دا يعني حرب أهلية ربما كانت لتظل مستمرة لحد النهاردة.. أو انسحابهم و محاكمتهم و ربما اعدامهم..

و اختاروا الاختيار الثاني...

و استقر الرئيس العميل مدعوم بالشعب...

و كافيء الشعب بإنه دعم كل المنتجات تقريبا.. و انخفضت الاسعار لدرجة رهيبة.. أسعدت الناس أكثر و أكثر..

و لكن من ناحية أخرى.. كان الاحتياطي يتناقص بسرعة مذهلة.. و الموارد تقل.. و تقل..

و إنهار الإقتصاد السوفيتي فجأة..

و مع انهياره تضاعفت الاسعار في يوم و ليلة.. مئات المرات.. و أصبحت العملة بلا قيمة.. و بعدما كان مليون روبل يعني انك مليونير.. بقي يادوب تشتري بيهم بسكلتة تفرح بيها الأولاد...

و سقط الاتحاد السوفيتي..

و هوي..

و تفكك..

و كان السقوط مدوي لدرجة الرهيبة.. اتفتحت له الأفواه في بلاهة..  لأنه تقريبا حصل بالفعل في "غمضة عين"...

و حصل الرئيس العميل على "نوبل للسلام".. و تقاعد.. و سافر للولايات المتحدة.. تاركا ورائه دولة مفككة مقسمة.. و فقر و جوع و مرض و أوبئة و حروب أهلية طاحنة...

و لأن "يوغوسلافيا كانت مسنودة على الإتحاد السوفيتي.. فبدأت هي كمان تسقط.

و تهوي..

و اتقسمت لصربيا، وكرواتيا، و سلوفينيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود وجمهورية مقدونيا...

و بدأ الصرب يضربوا الكروات.. و بعدين بدأ الاتنين يضربوا البوسنة...

وفي عام 2006 أعلنت كل من صربيا والجبل الأسود استقلالهما عن الاتحاد اليوغسلافي ليعلن زوال الاتحاد اليوغسلافي عام 2006...

و تلاشت "يوغوسلافيا"...

لم يعد لها وجود...

دول كبرى ظهرت و قويت و سادت...

ثم بادت...

و بإيد "أهلها"...

ارجع في التاريخ تاني و شوف بقى اللي فككوا الدول دي و هم بيعملوا العكس.. و تلاقي أمريكا بتخوض حرب طاحنة عشان تتوحد و يبقي اسمها الولايات "المتحدة" الأمريكية.. برئيس و برلمان و جيش واحد...

المانيا الشرقية و الغربية بتهدم الاسوار ما بينها عشان تبقى "ألمانيا"...

دول أوروبا بتتجمع و تنوحد و يبقى لها عملة واحدة و مصير واحد و يبقي "اتحاد أوروبي"..

إنجلترا بتجمع أيرلندا و اسكتلندا وويلز و تسمي نفسها المملكة "المتحدة"...

بيتوحدوا و يتجمعوا و يقسموا اي حد مش على هواهم.. و اي قوة تظهر للساحة..

و بيقسموها بإيد ابنائها..

فقط...

أما إذا حاولت تتصدي للمخطط.. فبيخرج عليك بنظرية شمشون..

"‘عليّ و على أعدائي"...

عشان كده إحنا مش في معركة اسعار.. و لا وصلنا من التفاهة إننا نتكلم عن موضوع "سعر الطماطم" و لا "كيلو البسطرمة"..

إحنا في معركة وجود..

الحرب القادمة مش حرب دبابات و لا مدرعات في معظم معاركها...

الحرب دلوقتي حرب تاريخ.. حرب حضارة.. حرب عمل.. اللي يشتغل يعيش و اللي يتوقف يموت.. اللي ينسي تاريخه بيموت.. اللي يهمل حضارته بيموت..

حرب إعلام.. اللي ميعرفش يميز الشائعة من الحقيقة.. بيسقط...

و يندثر..

و يتمحي من على الخارطة..

دا اللي لازم ندركه لو عايزين في يوم ما نقولش لولادنا "كان" في بلد هنا اسمها كذا.. سادت العالم لآلاف السنين.. بس لما جينا احنا.. معرفناش نحافظ عليها..

و بادت...

ساعتها هتتمني الارض تنشق و تبلعك من الخزي و العار..
#مصر_تستحق_البقاء_والأمان_والنماء


اترك تعليقك

Top