الأخبار العاجلة
  • الثلاثاء, 22 أكتوبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
استراتيجية اقتصادية جديدة: كيف تسهم زيارة السيسي لأنقرة في إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية المصرية التركية
الخميس 05 سبتمبر 2024 01:57 م

كتب /شحاته زكريا

في خطوة تعكس تحولا جديدا في المشهد الاقتصادي بين مصر وتركيا جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أنقرة تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. هذه الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ تولي السيسي رئاسة مصر تفتح الباب أمام فرص غير مسبوقة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

تعاون استراتيجي في مجالات متعددة:

تأتي الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية التركية تطورا ملحوظا على جميع الأصعدة خاصة بعد زيارة أردوغان للقاهرة .. المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى للعلاقات بين البلدين الذي أُطلق خلال تلك الزيارة سيكون المحرك الرئيسي لزيادة التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة والغاز الطبيعي المسال. توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات الاقتصادية سيكون له أثر مباشر على زيادة حجم التبادل التجاري الذي يطمح الطرفان إلى رفعه إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.

مصر: وجهة استثمارية مفضلة:

الاقتصاد المصري بات يشكل بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية ، خاصة بعد التطويرات الهائلة في البنية التحتية والتشريعية وإطلاق مناطق اقتصادية كبيرة ، إضافة إلى المشروعات العملاقة وتسهيل إجراءات منح الرخصة الذهبية. ومع العودة القوية للعلاقات بين مصر وتركيا يُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تدفقات استثمارية تركية كبيرة مما سيساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

دور كبير في التجارة الأفريقية:

مصر ليست مجرد شريك اقتصادي لتركيا في الشرق الأوسط ، بل هي أكبر شريك تجاري لها في قارة أفريقيا. الأرقام الرسمية تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 6.6 مليار دولار في عام 2023، مع توقعات بزيادته بشكل كبير بعد هذه الزيارة التاريخية. توقيع اتفاقيات في مجالات حيوية مثل الطاقة، السياحة، والتعليم، من شأنه تعزيز هذا التعاون وتوسيع نطاقه.

العملة المحلية كمفتاح للتعاون المستقبلي:

أحد الجوانب المهمة التي قد تنتج عن هذا التقارب هو اعتماد العملات المحلية في المعاملات التجارية بين البلدين. هذه الخطوة إن تحققت ستسهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على العملات الأجنبية ، وتعزيز قيمة الجنيه المصري. كما أن هذا النوع من المبادلات الاقتصادية قد يكون مفتاحا لفتح آفاق جديدة للاستثمارات التركية في مصر، خاصة في المدن الصناعية الكبرى مثل العاشر من رمضان و6 أكتوبر.


زيارة الرئيس السيسي لأنقرة ليست مجرد زيارة دبلوماسية بل هي خطوة استراتيجية نحو إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية بين مصر وتركيا. التعاون المرتقب بين البلدين سيفتح آفاقا جديدة للتنمية الاقتصادية، ويعزز من مكانتهما كقوتين اقتصاديتين كبيرتين في المنطقة.


اترك تعليقك

Top