كتب /شحاته زكريا
ألقت التطورات الأخيرة فى الصراع الإسرائيلى- الفلسطينى بظلالها على منطقة الشرق الأوسط بأكملها ، حيث تشهد المنطقة تصعيدا عسكريا خطيرا بين إسرائيل وعدة جهات إقليمية ، تجاوزت الحدود الفلسطينية لتشكل تهديدا واسعا للأمن الإقليمي للمنطقة بأسرها. هذا الوضع يؤكد أن وقف الحرب والبحث عن حلول دبلوماسية أصبح ضرورة ملحة ليس فقط لحماية الفلسطينيين ، بل لضمان استقرار المنطقة بأكملها.
التصعيد الإسرائيلي والعمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل تحت ذريعة حماية أمنها القومي لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال باستهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية للدول .. سياسة «الحرب الاستباقية» التي تتبناها إسرائيل أصبحت سببا رئيسيا لتأجيج الصراع ، وزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها وتهديدا حقيقيا للأمن الإقليمي والدولي .. مع اتساع دائرة الصراع بات هناك تأثيرات خطيرة على دول مجاورة مثل لبنان، سوريا، وإيران، مما يهدد بانفجار شامل في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى حروب إقليمية جديدة ، ويعزز دور الفاعلين غير الدوليين مثل الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
تزايد التوترات بين إسرائيل ولبنان عبر حزب الله إلى جانب تهديدات محتملة من سوريا وإيران يعقد الوضع أكثر. تبادل الهجمات الجوية والصاروخية يزيد من فرص اندلاع حرب إقليمية شاملة. الأبعاد الإنسانية الكارثية للحرب لا يمكن تجاهلها فالأوضاع المعيشية في مناطق الحرب تتدهور بشكل خطير مع نقص حاد في المياه، والكهرباء والمواد الغذائية.واستمرار الحصار يزيد من معاناة المدنيين.
على الصعيد الاقتصادي.يهدد التصعيد الإسرائيلي بنسف التقدم الاقتصادي الذي حققته بعض الدول الإقليمية في السنوات الأخيرة حيث تتسبب الحروب في تدمير البنية التحتية الحيوية وتقويض الاستثمارات الأجنبية والمحلية. الحل العسكري لن يكون مجديا على المدى الطويل ، والتعاون الإقليمي هو البديل الأمثل لتحقيق استقرار مستدام.
أمام هذه الأوضاع يجب على المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد والجلوس للتفاوض. أما مصر.فقد أثبتت مرارا وتكرارا أنها عنصر محوري في حفظ الاستقرار الإقليمي من خلال دورها الدبلوماسي والإنساني في دعم الفلسطينيين والسعي لوقف إطلاق النار.
إن وقف التصعيد العسكري يجب أن يتبعه جهود جادة لتحقيق حل سياسي دائم وشامل ، يقوم على الشرعية الدولية ، ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني. السلام هو الخيار الوحيد القادر على تحقيق الاستقرار والازدهار لكل شعوب المنطقة.
اترك تعليقك