كتب/شحاته زكريا
في خطوة تعكس الرؤية الاستراتيجية للقيادة المصرية وحرصها على ضمان مستقبل مستدام لأجيال قادمة احتفلت مصر بالعيد الرابع للطاقة النووية في التاسع عشر من نوفمبر 2024. هذا اليوم التاريخي يخلّد بدء المسار نحو تحقيق حلم المصريين بإنشاء محطة الضبعة النووية والذي أصبح الآن مشروعا ملموسا وواقعا يعكس التقدم العلمي والاقتصادي في البلاد.
برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ولفيف من الوزراء وكبار رجال الدولة جسّد الاحتفال مكانة مشروع الضبعة النووية كركيزة أساسية لتحقيق رؤية مصر 2030، وأحد أعمدة التحول نحو الطاقة المستدامة والنظيفة.
الضبعة .. رمز الإرادة والتقدم
منذ توقيع الاتفاقية المصرية الروسية في عام 2015 ، أصبح مشروع محطة الضبعة النووية تجسيدا للطموح الوطني والإرادة القوية. يضم المشروع أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات ، تعتمد على مفاعلات روسية من طراز VVER-1200 من الجيل الثالث المطوّر التي تعد من بين الأكثر تقدمًا في العالم.
خلال احتفالية هذا العام تم تسليط الضوء على إنجاز تاريخي جديد ، وهو تركيب "مصيدة قلب المفاعل" للوحدة النووية الرابعة ، والذي تم إنجازه قبل الموعد المقرر بعام كامل. هذه الخطوة تعكس الكفاءة العالية والتزام العاملين في القطاع النووي بمواصلة العمل بأقصى درجات الاحترافية لتحقيق أهداف المشروع.
أبعاد استراتيجية للمشروع
لا يمثل مشروع الضبعة مجرد محطة لتوليد الكهرباء بل يعد نقطة انطلاق نحو تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية في مجال الطاقة النووية. كما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير طاقة نظيفة ومستدامة ، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية الملوثة.
وخلال كلمته في الاحتفالية ، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن المشروع يعد أساسا لتحقيق الأمن الطاقوي ، وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية ، ومواجهة التحديات المناخية، مشددا على أن الضبعة ليست مشروعا كهربائيا فحسب ، بل رؤية متكاملة للمستقبل.
تكريم الأيقونات الوطنية
شهدت الاحتفالية تكريم رموز بارزة أسهمت في تقدم الطاقة النووية في مصر، مثل الدكتور كمال الدين أحمد عفت، أول رئيس لهيئة المحطات النووية، والمهندس محمد صدقي سليمان، وزير السد العالي. كما تم استعراض مشاهد ملهمة لمشاركة الفنيين المصريين في إنجاز المشروع، بما يبرز الروح الوطنية والعزيمة الصلبة التي تقود هذه الإنجازات.
رسالة أمل للمستقبل
إن محطة الضبعة النووية ليست مجرد مشروع تنموي ، بل هي رسالة للعالم بأن مصر قادرة على تحقيق المستحيل، بفضل رؤية قيادتها الحكيمة وعزيمة أبنائها المخلصين. وبينما تسير مصر بخطى ثابتة نحو إكمال المشروع، يبقى الحلم النووي رمزًا للتقدم والريادة، وإثباتا على أن العمل الدؤوب قادر على تحقيق التنمية المستدامة والمستقبل الأفضل.
بهذا الإنجاز ترسم مصر مسارا جديدا نحو الغد، حيث تظل محطة الضبعة النووية شاهدًا على إرادة أمة لا تعرف المستحيل.
اترك تعليقك