الأخبار العاجلة
  • الخميس, 21 نوفمبر 2024
أخبار السياسة و الطاقة
  • رئيس مجلس الإدارة و التحرير
    خالد حسين البيومى
العشوائيات الثقافية: معركة الوعي لاستعادة وجه مصر الحضاري
الخميس 19 سبتمبر 2024 10:44 ص

كتب /شحاته زكريا

لقراءتي لمقال دكتورنا العظيم خالد البيومي ، استوحيت كتابة هذا المقال محاولا تسليط الضوء على قضية مهمة تمس كيان مجتمعنا .. لم تكن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي في عام 2020 للقضاء على العشوائيات مجرد مبادرة لتطوير مناطق سكنية فقط ، بل كانت رؤية شاملة لمعركة تستهدف تنظيف عقولنا من الفوضى الثقافية والفنية.

لا شك أن ما نشاهده اليوم من مظاهر فوضوية ليست حرية ولا تحضرا ، بل هي محاولة لتدمير هويتنا ، وإغراق المجتمع في بركٍ من الانحطاط الذي لا يمت لقيمنا بأي صلة. كما قال د. خالد البيومي في مقاله: "ليست هناك حرية فوق الدين والقانون والأعراف"، إذن كيف يُترك المجال لهؤلاء الذين يروجون للرذائل تحت شعارات زائفة مثل "الحرية الشخصية"؟!

لقد باتت عشوائيات الفكر والثقافة تهدد سماء بلادنا ، وتلك الموجة من الأغاني الهابطة والأفلام الفاسدة لا تعكس حرية، بل هي محاولة لجعل السقوط قيمة مجتمعية. أين دور الدولة؟ أين الوعي الشعبي؟ كيف نسمح لأمثال هؤلاء المقاولين ورجال الأعمال أن يفرضوا أجنداتهم على مجتمعنا، ويسمموا أذواق أجيالنا؟

نحن بحاجة إلى ثورة وعي وثقافة ، كما تبنى الرئيس السيسي ثورة البناء والتنمية. إن إعادة وجه مصر الحضاري لن تتحقق إلا بالقضاء على عشوائيات العقول والأفكار، قبل عشوائيات البناء. علينا أن نتصدى بكل قوة لكل من يسعى لهدم قيمنا الأصيلة بحجج زائفة ومصطلحات مخادعة.

ما نحتاجه اليوم ليس مجرد قوانين تُسن ، بل روح شعب يرفض الانحطاط ، ويصون ثقافته وحضارته من كل هجمة تحاول زعزعة مبادئه. معركة العشوائيات الثقافية ليست أقل أهمية من معركة البناء والتنمية ، بل هي المعركة الحقيقية لاستعادة مصر وجهها الحضاري ، ليكون مستقبلها مبنيا على أسس راسخة من القيم والوعي.

إن ما أفرزته ثقافة الهبوط عبر عقود من الزمان لن يتلاشى بين ليلة وضحاها ، ولكن علينا أن نقف مع ثورة التصحيح بكل حزم ، لنعيد للعقول إشراقها ، وللمجتمع صفاءه. فلننهض جميعا في معركة الوعي ، لأنها معركتنا الحقيقية نحو غد أفضل ومجتمع أكثر وعيا وأصالة.


اترك تعليقك

Top