بقلم / د . جمال الخابوري
تحريم الحلال وتحليل الحرام اثمهما واحد !
تحريم الحلال أو وضع الحواجز والعقبات امامه لايقل إثماً عن تحليل الحرام المحدد والمنصوص عليه بالايات المحكمات في القرآن الكريم ،فالحلال ابوابه واسعة جداً وهذا من يُسر ديننا الاسلامي ولله الحمد . لقد سبب بعض الدعاة المتشددين التشويش والارتباك لدى عامة المسلمين بسبب اختلافاتهم المكشوفة على القنوات الفضائية وكل داعية يعتمد على احاديث بعضها ضعيفة وبعضها احادية وليست متواترة ليوضح انه الاعلم من غيره من الدعاة مما ادى الى انقساماتهم الى فئات ولهم متابعين وهذا ليس في صالح الامة الاسلامية فالدين الاسلامي واحد وسهل واعطى للحلال مجال واسع جداً اما الحرام محدود جداً وحدده ربنا من خلال كتابه الكريم وكذلك بين لنا خطوط عريضة كمنهج للحياة الكريمة وترك لنا حرية تنظيم حياتنا بناء على احتياجاتنا والتغيرات ، ومن الخطأ ان نربط حياتنا على احاديث ضعيفة او مكذوبة حدثت في الزمن الماضي ، يجب ان نركز على النصوص المحكمة في القران ولا تحتاج إلى تأويل وكذلك على سنة نبينا الصحيحة والمتواترة فقط وهذا ما اعلن عنة سمو ولي العهد في المملكة العربية السعودية وهذا يجب ان يكون في سائر الدول العربية والاسلامية وبناء عليه سيتم تقنين هذه الاحكام التي جاءت بالقران والسنة الصحيحة حتى لا تُترك فرصة لاي شخص يفتي بناء على قناعاته وتأويلاته الخاصة ويتم القضاء على الاختلافات والشروخ التي حصلت بين الدعاة والنظر الى ما هو ابعد وهو عمارة الارض والانتاج والعمل والازدهار حتى نواجه جميع التحديات التي تواجهنا من الاعداء .. قالى تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) بمعنى القتال فقط للدفاع عن انفسنا حتى لايخرجونا من ديارنا .. لذلك قال تعالى (واعدوا لهم ماستطعتم من قوة ) والقوة الحالية هي قوة الاقتصاد والعلم في عصر ثورة المعلومات والتكنلوجيا .. اما ما يفعله بعض علماء الدين هو الجدال بينهم فقط .. جدال من اجل مكاسب تافه فالحلال والحرام واضح وضوح الشمس في النهار .. وقد رأينا ما حدث بين المسلمين من القتال والدمار بسبب التشدد ، والعالم الغربي قد فهم ديننا اكثر منا نحن المسلمين للاسف وطبقوه واتبعوا كلام الله ان اساس الحكم في الدنيا هو العدل قال تعالى(إن الله يأمركم أن تُؤدّوا الامانات الى اهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) يكفي النزاع والصراع على السلطة بحجج واهية ولننظر الى الدول المتقدمة من ناحية ادارتهم لحياتهم ونأخذ منهم الامور الايجابية التي ساهمت في تطورهم وتقدمهم اقتصادياً وعلمياً .وفي نفس الوقت نحافظ على قيمنا ومبادئنا العربية .
وشكراً لكم اعزائي الكرام .
اترك تعليقك