جلد الذات
وحوار مع الاخصائيه النفسيه الاستاذه ونسه نصر الله كتبت/ هاله المغاورى فيينا
جلد الذات، هو أحد أخطر الأمراض النفسية التي قد يعاني منها الشخص، مما يدفعه إلى أن يضخم أخطاءه ويتلذذ بالحديث عنها ويفرح عند جرح نفسه؛ للشعور بالمزيد من الألم والعذاب النفسي، حيث يبدأ بسخط ذاته، ثم يعتاد ويتأقلم على هذا السخط حتى يصل به الأمر إلى مرحلة الاستمتاع بجلد الذات، وقد يصل لحد العشق لهذا السخط .
وفى لقاء مع الاستاذه ونسه نصر الله والتى درست علم النفس والتربيه فى جامعه دمشق وحصلت على دبلوم تأهيل تربوى كما عملت كمرشده نفسيه لمده ١٧ عام فى مدرسه السويداء بدمشق وهى الان بفيينا منذ ٦ سنوات
حاصلة على Ausbildung في الصحة النفسية من منظمة عافية واعمل تعمل في منظمة
Fremde Werden Freunde في الدعم النفسي و إستشارات نفسية فردية كان سؤالى للاستاذه ونسه ما هو الفرق بين جلد الذات المادى وجلد الذات المعنوى حيث قالت : ان مفهوم جلد الذات المادي، هو إلحاق الضرر بالجسد بغرض اللذة والتمتع ، اما المعنوي فهو الذي يشير إلى لوم الإنسان لنفسه لارتكابه السلوكيات الخاطئة .
وأوضحت ان هناك فرق بين جلد الذات ومحاسبة النفس،
فجلد الذات: شعور سلبي يظهر في أوقات الهزائم والإحباطات بسبب مناخ الهزيمة حين يخيم على الأجواء. حيث يلوم الشخص ذاته ويوبخ نفسه على أخطائه بشكل مستمر وغير صحي ويعجز عن مسامحة نفسه أو التصالح مع الذات،
أما محاسبة النفس فهي شعور إيجابي ناضج يتمثل في معرفة مواطن الضعف والقوة بصدق وموضوعية، أي أن يقوم الشخص بتقييم مواطن قوته وضعفه دون تجريح نفسه ودون التلذذ بعذاب روحه. فيجيد قراءة نفسه ومحيطه، وبالتالي لا يخشى من مواجهة التحديات والمغامرات، ويرفض التقوقع على نفسه مع العمل على أسباب النجاح والتخطيط الجيد،
وعندما سألتها هل تظهر على الشخص الذي يتلذذ بتأنيب الضمير بشكل سلبي مجموعة من علامات جلد الذات قالت : يعاني مريض جلد الذات من ألم بدني ونفسي يتزايد يومًا بعد يوم. حتى تبدأ تظهر بعض الأمراض التي لم يعاني منها الشخص من قبل مثل تقلب المزاج، والميل إلى المزاج السلبي بشكل أكبر والانعزال والاكتئاب والحزن وربما يصل الأمر إلى الإدمان في حالات جلد الذات الشديدة والمرضية.واضافت انه من أعراض جلد الذات ايضاً أنه يطمس بصمة الإبداع ومواجهة الصعاب والعجز لدى المريض و إنشاء علاقات غير صحية،وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين والأرق والقلق وانعدام التركيز كذلك اضطراب الكوابيس والخوف الشديد.
وكان سؤالى فى نهاية الحوار ماهى النقاط التى يتخلص منها الفرد الذى يعانى من جلد الذات لكى يبدأ حياه جديده بدون اى اضطرابات
وكانت اجابه الاستاذه ونسه مطمئنه لكل من يعانى جلد الذات بأنها وجهة نظره وتفكيره الى ان يعدّد النعم التى وهبها الله له وليس متاعبه كذلك ذكر الله يزيل المخاوف والأفكار والتصورات السلبية والوساوس ويطردها من الذهن في الحال ويعيق تأثيرها على مراكز الانفعال.
كذلك يجب على الفرد الذى يعانى من جلد الذات ان يغير حواره الداخلي ويوجد توازنًا فى الطريقة التي يتحدث بها مع نفسه لانها تلعب دورًا كبيرًا في نظرته لذاته. ان يقف أمام المرآة كل يوم ويعبر عن حبه لنفسه؛ تحدث مع نفسك بحب وتعاطف وتقبل وتسامح .كذلك الحديث مع أخصائي نفسي او طبيب نفسى سيساعد كثيرًا بالتعامل مع المشاعر السلبية والتصالح مع الذات وإعادة شحن الطاقة واستعادة التوازن في الحياه
اترك تعليقك