مصر والعراق: شراكة اقتصادية جديدة نحو مستقبل مشترك

كتب /شحاته زكريا

تشهد العلاقات بين مصر والعراق تحولا ملحوظا مع دخولها مرحلة جديدة تستند إلى رؤية استراتيجية تهدف لتعزيز التعاون على كافة الأصعدة خاصة في المجال الاقتصادي. فعلى مدار التاريخ كانت مصر والعراق تربطهما علاقات قوية ومتجذرة ، لكنها اليوم تأخذ منحى مختلفا أكثر عمقا وتطلُّعا نحو المستقبل.

لا يمكن إنكار أن الاقتصاد والتنمية يشكلان حجر الزاوية في هذه الشراكة المتجددة وفي عالم يشهد تحولات متسارعة أدركت القيادة المصرية أهمية التحرك بسرعة لتفعيل أدواتها الاقتصادية لتعزيز مكانتها على الساحة الدولية وبناء جسور التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة. وفي هذا السياق تأتي العلاقات مع العراق كأحد أهم المحاور التي توليها مصر اهتماما بالغا.

لقد شهد العام الماضي توقيع 11 مذكرة تفاهم بين القاهرة وبغداد ، وهو ما يعكس رغبة حقيقية في تعزيز التبادل التجاري وتفعيل الاتفاقيات بشكل ملموس. إلا أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في توقيع الاتفاقيات ، بل في تحويلها إلى واقع ملموس يُترجم إلى مشاريع مشتركة وفرص عمل وتنمية اقتصادية تعود بالنفع على شعبي البلدين.

إن ما يميز هذه الشراكة هو إدراك الطرفين لحقيقة أن التفاهمات الاقتصادية هي مفتاح التوازن والسلام في المنطقة. إذ لا يمكن تحقيق الاستقرار دون تعزيز الاقتصادات الوطنية ودعم قطاعات الإنتاج وخلق فرص استثمارية تعزز من صمود الشعوب في مواجهة التحديات العالمية.

مصر والعراق اليوم أمام فرصة ذهبية لاستغلال هذه الشراكة في بناء مستقبل مشترك يقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. إنها فرصة لتعزيز العلاقات ليس فقط على المستوى الحكومي ولكن أيضا على مستوى الشعوب التي تتطلع إلى مستقبل أفضل.

في النهاية نحن أمام مرحلة جديدة تتطلب العمل الجاد والرؤية البعيدة المدى لتحقيق أحلام وطموحات شعبي مصر والعراق .. إنها شراكة اقتصادية ليست فقط لتبادل المصالح بل لبناء جسور من الثقة والتعاون تستمر لعقود قادمة وتشكل نموذجًا يُحتذى به في المنطقة.

في ظل هذه الشراكة المتجددة لن يكون المستقبل إلا مشرقا بالفرص والتحديات وهو ما يتطلب منا جميعا الإيمان بأن العمل المشترك هو الطريق الأمثل لتحقيق النجاح والازدهار